سلوى الشهيبية : ” أطمح في الحصول على لقب سفيرة العقارات الخليجية والعربية “
حوار: رضية الهاشمية
ساهمت المرأة العمانية بكل ثقة واقتدار في المضي قدما للمساهمة في مستقبل البلاد، وذلك في ظل الرعاية والاهتمام الذي منحتها إياه قيادتنا الحكيمة وسبل التمكين التي عززت أدوارها الاقتصادية والمجتمعية. فقد حققت المرأة في السنوات الأخيرة إنجازات ملموسة في مختلف المجالات، واستطاعت الدخول إلى المجال العقاري الذي يعد واحداً من أصعب المجالات التي تحتاج إلى صبر طويل و قدرة على انتهاز الفرص بالوقت المناسب والتعامل فيه مع نماذج مختلفة من الناس. كما أنه تاريخياً من المجالات التي يهيمن عليها الرجال. ولكن المرأة تخطت هذه الحواجز و بدأت في تسجيل أرقام جديدة فيه، من خلال الوظائف التي تتبوؤها لدى الشركات والمؤسسات العقارية أو في الدوائر الحكومية المرتبطة بالقطاع العقاري.
واليوم يتواجد الكثير من الشركات العقارية التي يتضح جلياً أنها تسعى لتعزيز وجود المرأة فيها، من خلال تواجد العديد من الإناث اللاتي يعملن فيها و بمختلف التخصصات.
في هذه القصة نتطلع لنقل تجربة إحدى النساء الناجحات و الملهمات في هذا القطاع وذلك للبحث في سبل تعزيز تواجد المرأة في هذا القطاع و أيضا للتعرف على أبرز العقبات التي تواجهها المرأة العقارية وما هو مستقبل السوق العقاري في السلطنة. وقد ألتقينا بـ سلوى الشهيبية صاحبة شركة بيوت التمكين العقارية (Homes Tamkeen). هي رائدة أعمال، مستشارة وخبيرة عقارية وعضو سابق لدى لجنة التطوير العقاري في غرفة تجارة وصناعة عُمان. تتمتع بمهنة فريدة في قطاع العقارات، وتمتلك خبرة تمتد لـ20 في هذا المجال.
تقلدت عدة مناصب في شركات دولية وعالمية. وهي مسؤولة عن بيع أو تأجير العقارات السكنية أو التجارية أو الشركات أو الأراضي نيابة عن الملاك الى العملاء المستهدفين وتقوم بتقييم السوق العقاري والتفاوض على أفضل الاسعار كما أنها تسعى للتواصل وبشكل دائم مع البنوك وسماسرة العقارات، بالإضافة إلى حضور المزادات العقارية. وترتكز أبرز مهامها الوظيفية في تقديم الاستشارة في المجال العقاري لكل من يرغب في شراء أو بيع أو استثمار عقار حسب المواصفات التي يحتاجها، وأيضا على حسب الميزانية الذي تناسب كلا الطرفين ويقوم الوسطاء العقاريون بالبحث عن العقار وفقا لمواصفات ومميزات ومعايير العميل أو الزبون.
في عام 2019 أصبحت عضوًا في التطوير العقاري والبناء في غرفة تجارة وصناعة عمان. كما أنها فازت بعدة جوائز في مجال العقار منها، جائزة “المرأة في مجال العقارات” في حفل توزيع جوائز عمان العقارية الأول 2015، والذي يكرم جميع جوانب الاستثمار العقاري والتنمية. جائزة مجلة المرأة لعام 2020 عن فئة التسويق والمبيعات. جائزة أخرى مقدمة من غرفة تجارة وصناعة عمان في ملتقى وجوائز مسقط للتطوير العقاري الأول 2022 وذلك لتفوقها في مجال التسويق العقاري.
التجربة الشخصية
تحدثنا سلوى عن تجربتها الشخصية في هذا المجال الذي تخوضه وعن التجارب والتحديات التي مازالت تواجهها بكل ثقة وتقول: واجهت تجربتي الشخصية في الوساطة العقارية بكل التأكيد الكثير من التحديات منها ما كان مثل التجارب والدروس والتي تعلمت منها، و اكسبتني القدرة على الصبر والتحمل. وقد أصبحت هذه التحديات وبالنسبة لي مصدراً للقوة تدفعني لتقديم المزيد والاستمرار في هذا المجال. وما يميز العمل في المجال العقاري أنه يجعل المرء مدركاً للوضع الاقتصادي والسياسي في الدولة. إن مجال عملي يمنحني طريقة سهلة للحصول على الفرص والعمل مع مجموعة واسعة من المستهلكين مما يسمح لي بالبقاء دائمًا على إطلاع بأحدث اتجاهات السوق والتغيرات في سلوك المستهلك والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية. والذي يمنحنا امتياز استخدام جميع المعارف والمهارات التسويقية والتجارية، مع اكتساب المزيد والمزيد من ذلك كل عام.
« تمكين هومز » التميز والأداء
وفي سؤالنا لها عن شركة « تمكين هومز »، وعن أبرز المجالات الاستثمارية التي تعمل بها تجيبنا سلوى: تعدّ شركة « تمكين هومز »، شركة بيوت تمكين العقارية واحدة من أبرز الشركات الرائدة في المجال العقاري. و التي تملك خبرة منذ 2005 . وقد تأسست كشركة وطنية رائدة في مسقط بأسلوبها المتجدد في النشاط العقاري في مجال تسويق وتأجير وإدارة العقارات في كافة أنحاء السلطنة. كما أن الشركة اجتازت خطوات واسعة في سعيها لتنويع مجالها وذلك عن طريق جعل العملاء من أهم أولوياتها في أعمالها التجارية ومن ثم الشروع في إنشاء الخدمات وفقا لاحتياجاتهم .
تعتبر شركة تمكين هومز العقارية وليدة بمقياس الزمن حيث تأسست رسمياً في عام 2021 كـ شركة عقارية الإلكترونية . تسعى دائما لمواكبة العصر وذلك من خلال الجهود الجبارة التي يبذلها موظفي قسم تكنولوجيا المعلومات التابع لها وذلك بتطوير برمجيات حلول إدارة العقارات ودمجها في موقع تمكين هومز على شبكة الإنترنت، بحيث تتوفر تشكيلة واسعة من العقارات مما يسهل عملية البحث عنها بغرض الشراء أو البيع أو الاستئجار.
وكان تركيزها مقتصرا على إدارة العقارات الخاصة بها و تلك العائدة إلى بعض الجهات الخاصة الأخرى، و ذلك في مجال أعمال الوساطة و الإيجار و الصيانة، وخلال تلك الفترة كان يجب على الشركة التعامل على نطاق واسع ليس فقط مع مالكي العقارات بل الأفراد الذين يرغبون في شراء العقارات و المستأجرين أيضا فلذلك أدركت أهمية تضمين خدمات إضافية أكثر تطوراً إلى عروضها الأساسية المطروحة في السوق وعليه فقد تطورت نشاطاتها من مجرد إدارة الصفقات العقارية لتشمل مجموعة من الخدمات العقارات وخيارات للمستأجرين و الحلول الأمنية التي يمكن أن تتناسب مع العملاء الذين يتطلعون للحصول على المزيد من الخدمات المتنوعة و الأكثر حداثة وتطور.
مشاريع الشركة الحالية
وحول أبرز المشاريع الحالية للشركة تقول الشهيبية: في الوقت الحالي نحن نبحث عن الفرص ونرغب بالعمل مع شركات أخرى عقارية و رائدة في هذا المجال. للتعاون معها في سبيل اقامة المعارض الخاصة بالمجال العقاري، ونحن نسعى جاهدين للوصول لأكبر شريحة من هذه شركات من خلال التسويق الإلكتروني للشركة والحديث عن أهداف تأسيسها.
المرأة و العقار
إن دخول المرأة للقطاع العقاري يعد تجربة أسهمت في تعزيز قدراتها والتأكيد على إمكانياتها في العمل بمجال يهيمن عليه الرجال خاصة، و في سؤالنا لـ سلوى عن مدى سهولة هذا المجال بالنسبة للمرأة، تقول: أجد أن العمل في مجال العقارات ليس بالسهل إطلاقاً، خاصة بالنسبة للمرأة على الرغم من تفوقها و سعيها لإثبات قدراتها في بيئة العمل. كما هو الحال في أي مجال آخر، فإن سوق العقارات مليء بالتحديات، خاصة أن مستوى المنافسة يتزايد باستمرار. وتحتاج المرأة أن تبذل جهدًا كبيرًا في حياتها المهنية في عالم الرجل (أي العقارات) وذلك باعتباره صناعة صعبة، تتطلب شخصية قوية وأكثر مرونة في التعامل مع التحديات و التي منها: “الخوف من الفشل، تحمل المسؤوليات عن أي حدث كبير، والمخاطر التي تأتي مع إدخال مفاهيم جديدة.
وبالحديث عن أبرز الخصائص والمؤهلات التي تجعل من النساء قادرات على العمل في هذا المجال تقول سلوى: يتطلب العمل في المجال العقاري إلى شخصية لها القدرة على التحمل وتولي المسؤوليات والتعامل مع العملاء ومراعاة أفكارهم واحتياجاتهم. لأن عالم العقارات مثل أي مجال آخر لا يخلو من التحديات. لذا لا بد أن تكون الشخصية العاملة في هذا المجال مدركة وملمة لما يحدث في السوق الحالي وقادرة على التعامل مع كافة المنافسين في هذا مجال.
العقبات والتحديات
وحول أبرز التحديات والعقبات التي تواجه النساء العاملات في المجال العقاري تقول سلوى: إن عمل المرأة في هذا المجال يعتبر أكبر تحدي بالنسبة لها. وذلك لما يتطلبه هذا المجال من ضرورة للتواجد في ساحة العمل الميداني. كما أنه يتطلب بذل المزيد من الجهد لتحقيق التوازن والتوفيق بين الحياة الشخصية و العملية. أيضا ضرورة إدارة الوقت و الذي لا بد من استغلال كافة الفرص واللحظات أثناء العمل الميداني أو عند التعامل مع الزبائن والعملاء.
الأكثر إقناعاً
وعن الأكثر إقناعاً في هذا المجال المرأة أم الرجل تقول سلوى: المرأة والرجل كلُ منهما لديه طاقات وكفاءات متنوعة، يستغلها لإقناع العميل والزبون لشراء العقار. ولكن هناك نقطة مهمة جداً لابد أن أخذها في الاعتبار عند الحديث عن هذا العمل، هل هو من أجل المادة والفائدة أم من أجل تطوير الذات والعمل معاً.
أعتقد أن المرأة تحب عملها دائماً، فهي تسعى جاهدة لإبراز كفاءاتها وإخلاصها في العمل، كما تحاول أن تثبت مكانتها في الميدان الذي يزيد عدد الذكور فيه عن الإناث. ولهذا السبب أحيانا تكون المرأة الأكثر إقناعاً للعميل لشراء العقار. لذا لابد أن يتميز المرء بأسلوب من المرونة في الإقناع و التعامل ومراعاة احتياجات العميل.
السوق العقاري في السلطنة
وأشارت فيما يتعلق بمستقبل السوق العقاري للسلطنة، إلى أن هنالك توقعات بارتفاع أسعار العقارات وتوقعات بحدوث نهضة عقارية جديدة، وهذا يعتمد على عدة عوامل؛ منها الجانب التشريعي والتنظيمي و التمويل العقاري.
آمال وطموحات
طموحات سلوى عديدة، فهي تطمح أن تحصل على لقب(سفيرة العقارات الخليجية والعربية )، وأن تكون ضمن قائمة أقوى النساء في قائمة سيدات الأعمال في مجال العقارات في الشرق الأوسط والعالم أيضاً.
Categories: Home Slider