إعداد: رضية الهاشمية
لم يترك فيروس كورونا جانبا من جوانب الحياة اليومية إلا وأثر فيه بشكل أو بآخر، حيث امتدت تأثيراته إلى السياسة والاقتصاد والعبادة والرياضة، وهي تأثيرات تتكشف تفاصيلها ومشاهدها كل يوم في كل بقاع الأرض.
فقد أجبر تفشي فيروس كورونا والإجراءات التي تفرضها السلطات على تأجيل حفلات الزفاف في بعض دول العالم. وفي دول أخرى تغيرت طبيعة الحفلات التي تجري حاليا في ظروف غياب المدعوين.
ولكن هل بات الزواج في زمن «كورونا» محبباً لدى الكثير من الأزواج؟ باعتباره يساهم في التقليل من مصاريف حفلات الزواج الباهظة ابتدءاً بـ الكوشة ثم فستان الزفاف، إلى المكياج و الولائم وغيره؟
الزواج قبل «كورونا»، كان مبالغ فيه جداً، والأرقام تصل إلى الخيال من أجل إقامة حفل زواج لعدة ساعات، مما جعل الكثير من الشباب يعزف عن الارتباط بشريكة حياته، لكن جائحة «كورونا» دفعت الكثير من المقبلين على الزواج إلى إقامة احتفال بسيط مع عدد محدد من أهل العروسين، وذلك لإتمام الزواج بأقل التكاليف.. فهل يستمر الزواج بهذه الطريقة؟
نبحث في هذا الإستطلاع عن أبرز مظاهر حفلات الزفاف في زمن كورونا والتي تغيرت و بشكل كبير تبعاً للإجراءات الاحترازية التي فرضتها الحكومة منذ بدء الجائحة، كما نبحث عن المواقف الغريبة والطريفة التي يتعرض لها مصوري الأعراس و خبيرات التجميل و محلات تأجير الفساتين نتيجة لتذبذب الأوضاع المتعلقة بالحظر و الإغلاق و أيضا نتيجة للجوء بعض العرائس لتأجيل حفلات الزفاف أو تعجيلها في أوقات ربما لم تكن في الحسبان، أيضا هل قل اهتمام عرائس كورونا بحجم الفخامة و المظاهر والتكاليف المرافقة لحفلات الزفاف من حيث اختيار أغلى الفساتين و أرقى صالونات التجميل و أبرع المصورات، نلتقي هنا بمصورة أعراس و خبيرة تجميل و صاحبة محل فساتين الزفاف و أيضا عرائس وعاقد قران ليحدثوننا أكثر عن مظاهر الزفاف في عمان خلال فترة كورونا:
عرائس كورونا
إلتقينا في هذا الإستطلاع بعروستين من عرائس كورونا ليحدثننا عن تفاصيل حفل زفافهن و هل كان حفل زفافهن أبعد من تخيلاتهن وما هي نصائحهن للمقبلات على الزواج :
– تقول س.ر : أقمت حفل زفافي وسط تجمع عائلي بسيط مكون من الأهل و الأصدقاء المقربين، وأعترف حقيقةً، أنني كنت أرغب أن أقيم حفل زفاف بسيط وخفيف أجمع فيه المقربين فقط دون تكاليف زائدة، حتى لو لم تكن هناك أزمة كورونا.
أما عن سؤالك فيما إذا كنت اشجع على الزواج خلال هذه الأزمة، الرأي الأول والأخير يعود للعروسان، ما إذا كانا يرغبان في إقامة حفل عائلي بسيط دون تكاليف أو معازيم، فأنا أرى أن هذه الفترة هي الأنسب لذلك، أما إن كانوا يخططون لإقامة حفل زفاف فخم أعتقد أن عليهم الإنتظار والتريث لحين زوال الجائحة بإذن الله.
وعن رأيها حول مصاريف حفل الزفاف في زمن كورونا هل تختلف عن مصاريف حفلات الزفاف ما قبل كورونا تقول س.ر : من رأي أن مصاريف حفلات الزفاف في زمن كورونا لا تختلف كثيراً عن تكاليف حفلات الزفاف ما قبل كورونا، فكل عروس تحب أن تتميز في يومها المميز بطريقتها المميزة و ربما باختياراتها المختلفة و المتنوعة، وهذا يعتمد على اختيار الزوجين للترتيبات والتجهيزات بمساعدة الأهل والأقارب.
– وتصف لنا ف . م حفل زفافها والذي كان مقتصراً على الأهل والمقربين فقط أنها قد أقامت حفل زفاف عائلي بسيط في المنزل وهو أمر لم يكن في الحسبان ولكن ظروف الجائحة أجبرتها، ولم يكن هناك خيار أخر لذلك.
وفي سؤالنا لها عن طبيعة حفلة الزفاف هل كانت أبعد من تخيلاتها و أحلامها التي رسمتها سابقا تقول: نعم كانت بعيدة كل البعد عن ما خططت له حيث أنني اضطررت أن ألغي الكثير من الحجوزات و المخططات كمكان الزفاف و عدد الحاضرين و المدعوين لحفل زفاف وهو ما لم يكن في الحسبان. ومن أكثر المواقف المحزنة بالنسبة لي هو تغيير مكان حفل الزفاف و اقتصاره في بالمنزل وذلك وقت كان يحظر إقامة حفلات الزفاف في القاعات والفنادق.
وتشجع ف.م المقبلين على الزواج على إقتناص الفرصة، و إقامة حفل الزفاف في زمن الكورونا، و أنه لا داعي للتأخير لإن الفيروس أصبح ينتشر مثل النار بالهشيم و إقامة حفل زفاف عائلي بسيط محفوف بوجود الأحبة والأقارب مع توخي الحذر أفضل من القيام بحفل زفاف كبير يؤدي إلى انتشار الفيروس وتضرر الحاضرين للحفل.
وحول رأيها بتكاليف حفلات الزفاف في زمن كورونا ترى ف.م أن تكاليف حفلات الزفاف المقامة خلال الأزمة أقل بكثير عن السابق و ذلك بسبب قلة عدد الحاضرين للحفل بالتالي قلة تكاليف وجبة العشاء، أيضا مكان إقامة الزفاف، بطبيعة الحال تغير، وأيضا البهرجة و المصاريف الزائدة التي نعرفها جميعاً في حفلات الزفاف بدءاً من تكاليف الفستان الذي ترتديه العروس و حتى التوزيعات والهدايا التي توزع للحاضرين بالاضافة إلى تكاليف أخرى متعلقة بالتعاقد مع مصورة محترفة و فرقة موسيقية أو دي.جي خاص للحفل وغيرها من التكاليف التي لم يعد لها أي ضرورة في حفلات الزفاف المقامة في زمن كورونا.
وفي هذا الصدد أيضا إلتقينا بعاقد قران ليحدثنا عن مظاهر مناسبات عقد القران في زمن كورونا وما هي أسباب الزيادة، و أيضا عن وجود ظاهرة عقد القران عن طريق التطبيقات الذكية وما هو رأي الشرع حولها:
يقول خ . ر عن مظاهر مناسبات عقد القران منذ بدء جائحة كورونا: على الرغم من أن الكثيرين ممن كان مجدولا نفسه على الزواج خلال المرحلة الأولى من انتشار جائحة كورونا عمد إلى تأجيل وتغيير خطته، والسبب في تقديري أن الجائحة تسببت في البداية في حالة من الخوف والهلع لدى عموم الناس وهو ما دفعهم إلى تأجيل مشاريع الزواج حتى تتضح الصورة وتهدأ الاوضاع، إلا أن استمرار أمد الأزمة لفترة أطول مما هو متوقع دفع الناس إلى التكيف مع الواقع الجديد وعادوا إلى ممارسة حياتهم الطبيعية مع اتخاذ التدابير والإجراءات الاحترازية المتبعة في هذا الشان، وحصر المدعويين للمناسبة في أعداد بسيطة من الاهل المقربين، ومع الرغم من ذلك كنا نسمع بين فترة وأخرى تسجيل العديد من المخالفات نتيجة عدم التزام البعض بتنظيم مثل هذه المناسبات مع دعوة أعداد كبيرة لحضور حفلات الزواج.
وفي سؤالنا له عن رأيه في أسباب الزيادة في عدد مناسبات عقد القران يقول: إن صح ذلك فهذا مرده إلى حقيقة أن الحياة لا يجب ان تتوقف، وان الناس عادت إلى ممارسة حياتها والتكيف مع الواقع الجديد والتعايش معه نتيجة طول أمد الأزمة.
الامر الاخر في تقديري أن البعض وجد في الظروف الحالية والإجراءات الاحترازية المتبعة من قبيل منع التجمعات ومنع حضور المناسبات العامة، وجدها فرصة للهروب من فاتورة مثل هذه المناسبات والتي عادة ما تتكلف مبالغ كبيرة بما يرافقها من مظاهر الإسراف والتبذير والمبالغة.
وأنا أعتقد أن الظروف الحالية يمكن أن تشكل نقطة انطلاق وفرصة لتغيير الأنماط والسلوكيات التبذيرية التي كانت تسيطر على أذهان الكثير من الأسر للأسف في مجتمعنا، و لعلها تعيد الناس إلى رشدهم بأن مثل هذه الممارسات دخيلة علينا ولا تستحق أن تستهلك منا كل تلك الاموال التي تصرف وتدفع في غير وجه حق، وقد يكون بعضها للاسف تم توفيره عن طريق الاقتراض من البنوك أو غيره، مما يعني أن صاحب المناسبة قد يستمر في دفعه لسنوات طويلة.
حصر مناسبات وحفلات الزواج على المقربين من العائلة قد يسهم في خفض تكاليف الزواج بصورة كبيرة، وتلك المبالغ التي كان يتكبدها صاحب المناسبة يمكن أن يوجهها الى أولويات اخرى، مثل تأثيث المنزل او شراء ارض او توفير المبالغ للبناء مستقبلا هناك امور اخرى يمكن ان يوجه اليها تلك المبالغ التي كانت تدفع في حفلات الزواج.
وحول أبرز الصعوبات التي تواجه عاقدي القرآن خلال حفلات عقد القران نتيجة للإجراءات الاحترازية المفروضة يقول خ .ر:
طبعا هناك بعض الأمور التي نواجهها نتيجة ان الامر يتطلب في بعض الأحيان من عاقد القرآن الوصول الى منطقة أخرى يسكنها أهل المرأة ولكن قد يواجهه منع العبور بين المحافظات وهو ما يضطره إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتأكد من عائلة الزوجة واخذ الاذن منهم، الامر الاخر ان في ظل منع التجمعات تتفاجأ وانت ذاهب الى عقد قران شخص ما أنه دعا إلى المناسبة اعدادا كبيرة من المدعويين على الرغم من الاتفاق بأن ينحصر العدد فقط على العائلة المقربة التزاما بقرارات اللجنة العليا المعنية بموضوع كورونا، ولكن للاسف البعض يتساهل في الأمر وهو ما قد يكون له عواقب كبيرة.
وفيما يخص حالات عقد قران من خلال التطبيقات الذكية ؟ وما هو رأي الشرع في ذلك يقول خ .ر: استخدام الوسائل الرقمية هو ما فرضته الظروف الحالية والعلماء يفتون بجواز ذلك إلا أن استخدام هذه الوسائل لابد لها من ضوابط تحكمها حتى يكون إبرام العقد صحيحا، مع ضرورة اتخاذ التدابير الكفيلة بتحقق شروط نجاح الزواج وإبرام العقد.
مصورة أعراس
ن.هـ مصورة أعراس عمانية، كانت إنطلاقتها الأولى في هذا المجال منذ 2011، في سؤالنا لها عن طلبات تصوير حفلات الزفاف في زمن كورونا هل تراجعت أم لا وهل واجهتها صعوبات تقول : نعم، تراجعت طلبات التصوير مما أثر ذلك على الدخل. وذلك نتيجة لقلة الحجوزات. أيضا في المناسبات التي قمت بتصويرها، واجهتني بعض الصعوبات في طريقة التواصل مع العروس أثناء التصوير، وذلك نتيجة لوجود الكمامة على الوجه، سابقاً كان بإمكان العرائس فهم توجيهات المصورة من خلال تعابير الوجه أما الأن فهناك عرقلة في هذا الجانب بحكم تغطية الوجه طوال وقت جلسة التصوير.
أما عن سؤالنا لها عن تأثر جودة الصور نتيجة لتغير مكان إقامة الحفل، بعد قرار إغلاق قاعات حفلات الأعراس، أيضا نتيجة لضيق الوقت تقول ن. هـ: لا لم تتأثر الجودة، ولكن قلّت اللقطات والتفاصيل نظراً لضيق المساحة التي تقام فيها المناسبة وايضا لنقص التفاصيل وانعدامها في بعض الأحيان.
وتروي لنا ن. هـ عن أغرب و أطرف موقف تعرضت له، كان لعروس اضطرت أن تضع مكياجها منذ 7 صباحاً وهو أمر غريب نوعاً وكأنها ذاهبة إلى المدرسة، وتضيف: الفعل أصبح الواقع متعباً جداً للجميع الأطراف و هذا ما يضطرنا لتقديم أمور أو تأخيرها بناءاً على متطلبات الوضع الوبائي وحالات الإغلاق المتكررة و الإضطرارية.
خبيرة تجميل:
وتشاركنا في هذا الصدد خبيرة التجميل عائشة بنت ناصر بن خلفان الصلطية والتي التحقت بمعهد فن الجمال وحصلت على شهادة الدبلوم في فنون التجميل، كما وتميزت في عام ٢٠١٣م حيث تم إختيارها لتكون مدربة تجميل في المعهد المهني للتدريب، أيضا التحقت بورشة مكياج سينمائي، حيث تقول عن إقبال العرائس في زمن كورونا و هل تراجعت الطلبات خلال الجائحة: نعم، لاحظنا تراجعاً كبيراً جداً في أعداد العرائس الراغبات في عمل المكياج خلال هذه الأزمة، فالبعض متردد من إقامة حفل الزفاف أو تأجيله على أمل عودة الحياة إلى طبيعتها، إلا أن الأعداد اليومية لم تكن مؤشراً قوياً لعودة الحياة الى سابقتها وأن الجائحة لا زالت مستمرة .
وفي سؤالنا لها عن طبيعة طلبات العرائس من حيث بساطة المكياج و نعومته، هل تغيرت نتيجة لتغيير أماكن إقامة حفل الزفاف و أيضا قلة المدعوين تقول عائشة: بالتأكيد، أصبحت حفلات الزفاف في وقتنا الحالي أشبه بحفلات الخطوبة التي تحتضن العائلة فقط، ولم يقتصر ذلك على المكياج فقط وإنما في جوانب أخرى مثل إختيار الفستان من مصممين عالمين أو الاكتفاء بتصاميم على المستوى المحلي أو الإقليمي.
وتروي لنا الصلطيه عن أحد المواقف التي تعرضت لها في زمن كورونا كان مع إحدى العرائس حيث تقول: في اليوم المتفق عليه للزواج تفاجأت برسالة من عروس ذاك اليوم أنها تعتذر عن الحضور للموعد وأنها ترغب في تغيير التاريخ لحين إشعار آخر، نتيجة مخالطة أحد المصابين بالمرض..
دروس مستفادة من أزمة كورونا
وحول أهم الدروس المستفادة من أزمة كورونا تقول خبيرة التجميل عائشة: لا شك أن أزمة كورونا خلفت لنا دروساً عديدة ولكن سوف أذكر لكم الجانب الأهم، في السنوات الأخيرة قمت بتنظيم ورش تدريبية لعمل المكياج التجميلي وقد أثبتت هذا الورش فاعليتها في أزمة كورونا.. حيث أن كثيراً من المتدربات أصبحن لديهن المهارة الكافية في عمل المكياج ومعرفة الأسس الصحيحة والاعتماد على النفس في مثل هذه الظروف أو غيرها..عالم التجميل مقرون بالمرأة ولا بدِ لكل إمرأة من معرفة كيفية إبراز جمالها و الخروج بكل ثقة أمام العالم.
صاحبة محل فساتين أعراس
وفي هذا الصدد أيضا ألتقينا بصاحبة شركة ميشكا كوتور وهي شركة رائدة في مجال تصميم الأزياء وفساتين الأفراح كما و أنها علامة مسجلة بدأت أول فروعها خارج عمان سنة ٢٠١١ و تضم الشركة مصممين ذو خبرة عالية في المجال.
بدأ شغف التصميم ورسم الفساتين معها منذ سن مبكرة، وهي موهبة تطورت وقامت بصقلها عن طريق تعلم أساسيات التصميم حيث يتتطلب هذا المجال الجمع بين الرسم و الخياطة والتصميم و أن تمتلك الصبر والمثابرة. وحول إقبال عرائس كورونا على فساتين حفلات الزفاف تقول: منذ أن بدأت الجائحة تراجع الطلب بسبب الاغلاق الليلي وكذلك بسبب تخوف الناس من الجائحة تأثرنا سلباً وقل العملاء بشكل عام حيث أن البعض اختار ان تكون مناسباتهم تقتصر على حضور العائلة في مكان مغلق وتم اختيار فستان العروس بعناية لتوثيق أجمل لحظات العروس
وفي سؤالنا لها عن طلبات العرائس خلال أزمة كورونا هل تغيرت؟ من حيث بساطة التصميم ونعومته تقول: نعم يمكننا أن نجزم، و ذلك بسبب تقنين حفلات الزواج والإجراءات الاحترازية. ولكن لم نواجه مشكلة في ذلك حيث أن ميشكا كوتور تتميز بالتنوع في التصاميم ودرجة الألوان لتلبي جميع أذواق الزبائن في جميع المناسبات ومنها نعتمد على التصاميم الفخمة والناعمة والبسيطة، كذلك تتوفر لدينا تصاميم نادرة و فريدة مصنوعة من الدانتيل والأحجار الكريمة و كريستال الشواروفسكي واللؤلؤ الأصلي وهي تعتبر من التصاميم الفاخرة ومتاحة في عمان وخارج عمان كما نعتمد في تصاميمنا على ضرورة اتباع أذواق وتقاليد المجتمع لنجمع بين الموضة والأصالة.
دروس مستفادة من أزمة كورونا
وحول الدروس المستفادة من أزمة كورونا تقول: أن أهم الدورس المستفادة من أزمة كورونا تمثلت في أننا أصبحنا نتأقلم مع جميع عواقب الحياة ونواصل العيش باسلوب جديد يعتمد على إجراءات احترازية لحماية أنفسنا والمجتمع لكي لا نفقد شخص عزيز.
Categories: أكثر من امرأة