حوار: رضية الهاشمية
يعتلى القطاع المصرفى قمة القطاعات الاقتصادية الأكثر تمكيناً للمرأة، حيث تصل نسبة وجود النساء فيه 40% من إجمالي عدد العاملين في البنك المركزي العماني والمصارف التجارية والتخصصية والمصارف الإسلامية وفقا لبيانات صادرة من البنك المركزي للنصف الأول من عام 2020، وتواصل المرأة دورها في المجتمع عبر المشاركة في كل ما يخدم الوطن و يمنحها شعورا بالمسؤولية، فضلا عن تحقيق طموحاتها الشخصية، من خلال تقلد المناصب المختلفة. إذ تزخر البنوك بعدد من النساء القياديات اللاتي أثبتن جدارتهن في تولي المناصب وتحمل المسؤوليات والمنافسة للارتقاء في السلم الوظيفي المصرفي و أيضا المساهمة الفاعلة في دفع عجلة التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد.
تلتقي ” المرأة ” هنا بـ أمل بنت سعيد آل جمعة، مدير أول قسم إدارة الثروات ببنك نزوى بخبرة تتجاوز العشرين عامًا في القطاع المصرفي، أسست وأدارت العديد من فروع البنوك الإسلامية في السلطنة، كما ترأست وقادت فريق المبيعات المباشرة لبنك نزوى والذي قامت من خلاله بإدارة الفرع المتنقل الذي شرع في زيارة معظم ولايات السلطنة للتعريف بمفهوم الصيرفة الاسلامية بهدف إحداث تغيير إيجابي في المجتمع. أسست أيضا قسم إدارة الثروات، وتمتلك خبرات متنوعة في المؤسسات المالية والتخطيط التجاري وإدارة الفروع والمبيعات المباشرة والثروات، كما وتتميز بمهارات تحليلية ومصرفية.
إضافة إلى ذلك، تمتلك الفاضلة أمل مدير المبيعات المباشرة وإدارة الثروات دبلوم دولي عالي معتمد من قبل كلية الدراسات المصرفية والمالية، وهي حاصلة على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة كوفنتري البريطانية. قامت بتخطيط استراتيجي لدعم استراتيجية البنك الشاملة لتطوير وحدة إدارة الثروات والتي ساهمت في زيادة صافي الأرباح وتعزيز محفظة العملاء.
حيث تجيبنا الفاضلة أمل على الأسئلة التالية:
- ما هي أبرز المهام الموكلة إليك بصورة عامة؟
تتضمن المهام الموكلة إلي في التعامل مع العملاء أصحاب الثروات المرتفعة، والدعم والتخطيط الاستراتيجي لاستراتيجية البنك الشاملة لتطوير قسم إدارة الثروات في الجوانب المالية والمنتجات، بالإضافة إلى تعزيز صافي أرباح البنك.
- بصفتك المدير العام لإدارة الثروات في بنك نزوى، كيف ترين عمل المرأة في القطاع المصرفي، وما هي أبرز السمات التي يجب أن يتحلى بها المصرفي في هذا الجانب؟
يحتل العنصر النسائي نسبة كبيرة من إجمالي العاملين بالقطاع المصرفي وذلك بأكثر من 40% من إجمالي عدد العاملين في البنك المركزي العماني والمصارف التجارية والتخصصية والمصارف الإسلامية وفقا لبيانات صادرة من البنك المركزي للنصف الأول من عام 2020، حيث أولى البنك المركزي اهتماما كبيرا للمرأة من خلال تمكينها للعمل في جميع القطاعات، وذلك عبر فتح المجال أمام المرأة العاملة المؤهلة في أخذ مواقعها الطبيعية في ريادة العمل في القطاع المصرفي والعالمي، والعمل على توفير البيئة المناسبة لزيادة نسبة العاملات في هذا القطاع الحيوي وبالتالي مشاركة الرجل في دفع عجلة التنمية الاقتصادية ومسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد، فقد كان لتعليمات البنك الأثر البالغ في تمكين المرأة في القطاع المصرفي مما أدى ذلك إيجابا إلى التحاق عدد كبير من الشابات الطامحات لصعود السلم الوظيفي بالقطاع المصرفي، الأمر الذي ساعد في تعزيز حضورها المميز والفاعل على كافة الأصعدة.
ويتطلب العمل في القطاع المصرفي توافر سمات مميزة قد تختلف عن القطاعات الأخرى، وذلك لعدة أسباب منها التعامل مع حسابات ومعطيات ومصطلحات بنكية متخصصة، وأيضا التفاعل مع مختلف الفئات المجتمعية. ومن أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها العامل في هذا القطاع هي القدرة التحليلية والحسابية، والدقة والكفاءة في إنجاز المهام، و الإلمام بالمصطلحات المصرفية، وأيضا مهارات التواصل والتفكير المنظم والعمل الجماعي، وإجادة خدمة العملاء.
- هل استطاعت المرأة العمانية إثبات قدرتها في تولي مناصب عليا بهذا القطاع؟
نعم وبلا شك، لقد تبوأت المرأة اليوم مكانة مرموقة في المجتمع، حيث تولت مناصب عالية لا تقتصر على القطاع المصرفي فقط، بل شغلت وظائف مرموقة في قطاعات وأجهزة البلاد المختلفة، يأتي ذلك في ضوء التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – طيب الله ثراه – التي أكدت على ضرورة تمكين المرأة العمانية في المجتمع، وتعزيز دورها الفاعل في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للوطن، وذلك إيمانا بقدرتها على تحمل المسؤولية الموكلة إليها، واستطاعتها على مجابهة التحديات التي تواجهها.
ويتجلى ذلك في الإنجازات التي حازت عليها المرأة في هذا القطاع الحيوي، ومنها تصنيف ثلاثة موظفات من بنك نزوى ضمن تقرير WOMANi 2020 لأكثر 300 امرأة مؤثرة في مجال الأعمال والمالية الإسلامية حول العالم، الذي يصدر عن معهد كامبريدج للمالية الاسلامية المرموق، . ويأتي ذلك تأكيدا لجهود بنك نزوى، في تعزيز بيئة العمل، ومنح فرص متساوية لجميع موظفيه لإثبات قدراتهم، وتمكين المرأة، بهدف الارتقاء بالبنك كمؤسسة مصرفية إسلامية رائدة تحرص على تمكين المرأة العمانية، إذ يعكس ذلك وجود عدد كبير من الموظفات اللواتي يشغلن مناصب قيادية بارزة في البنك.
- ما هي أهمية دور القطاع المصرفي الحيوي والرائد في مجال دعم المرأة وإتاحة الفرص أمامها لتتبوأ المكانة اللائقة بها في المجتمع؟
حرص حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله – على مواصلة النهج الرشيد الذي أرساه المغفور له بإذن الله تعالى، السلطان قابوس بن سعيد، في تمكين المرأة بوصفها شريكا أساسيا في جميع القطاعات التي تسهم في دفع عجلة التنمية في السلطنة ومنها المصرفي، حيث إن العمل في هذا القطاع يتيح للمرأة تطوير قدراتها وإبراز مهاراتها في مجالاته المختلفة، وبالتالي تحقيق مكتسبات جوهرية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، والمساهمة في مساعي التنمية الاقتصادية المستدامة التي تنتهجها الحكومة، وقد تبوأت المرأة مناصب عالية في القطاع المصرفي إذ لعبت أدوارا فاعلة في جميع أعمال الهيكل الإداري والفني والتخصصي بدءا من البنك المركزي وحتى المصارف الأخرى.
إن إتاحة الفرص للمرأة للإجادة والتميز، والإيمان بقدرتها على تنفيذ مسؤولياتها بنجاح، سيسهمان بلا شك في تعزيز مكانتها المرموقة في المجتمع، الأمر الذي سيحقق أثر إيجابي للجميع، ابتداء من الأسرة، ولغاية المجتمع، حيث إنّ الاستفادة من مهارات وقدرات جميع الأفراد الذين يعيشون ضمن المجتمع يُساهم في ازدهار ذلك المجتمع وبالتالي تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتفق عليها دوليا.
- في ضوء الأحداث الأخيرة الغير متوقعة مثل وباء كوفيد19، أصبحت التكنولوجيا أداة أكثر أهمية من ذي قبل. كيف قام البنك بدمج التكنولوجيا كأداة فعالة في عمليات إدارة الخدمات المصرفية، خاصة في أوقات الجائحة؟
ألقت جائحة كورونا بظلالها على العديد من القطاعات الحيوية حول العالم، فقط شكلت نمطا جديدا للحياة قد يستمر لسنين عديدة، وفيما يخص القطاع المصرفي فقد عمدت العديد من المؤسسات المالية إلى اتخاذ جملة من التدابير والاستراتيجيات لمواجهة تأثيرات الجائحة، حيث تأتي هذه الإجراءات بهدف حماية مصالح العملاء وعامة الناس والموظفين.
نؤمن في بنك نزوى بأن التكنولوجيا الرقمية والمالية ستكون هي المُمكِّن الرئيسي للابتكار في المنتجات والخدمات في القطاع، ليس فقط في السلطنة، ولكن على الصعيد العالمي، وتأكيدا على تركيزه القوي على تعزيز خدماته الرقمية المقدمة لعملائه خصوصا خلال هذه الفترة الغير مسبوقة، فإن تطبيق بنك نزوى للهاتف المحمول يقدم العديد من المميزات المرتبطة بمستوى عال من الأمان ويضمن الحفاظ على جميع المعلومات السرية، كما أن تطبيق الهاتف المحمول الذي حُدث مؤخرا سيتيح للمستخدمين الآن دفع الفواتير للمرافق مثل الكهرباء والماء، ودفع رسوم المدارس والجامعات وكافة الالتزامات. بالإضافة إلى ذلك، تم تمكين ميزة التحكم في البطاقة عبر تطبيق الهاتف المحمول سهل الاستخدام، حيث يمكن للعملاء الذين يستخدمون بطاقة ائتمان تنشيط أو حظر بطاقاتهم باستخدام التطبيق، إلى جانب العديد من المميزات الأخرى مثل الإيصالات الإلكترونية للتحويلات والقدرة على تصوير الشاشة أيضًا، مما يدعم التجارة الإلكترونية.
- حدثينا عن تطلعاتكم للعام الجديد؟ وما هي أبرز التغييرات التي استحدثتها البنوك في عالم الخدمات المصرفية الخاصة، بعد وباء كوفيد19؟
لقد حقق البنك جميع الأهداف الرئيسية في الاستراتيجية السابقة لعام 2020، وحافظ على مكانته كأكبر بنك إسلامي متكامل والأسرع نمواً في البلاد، وقد صاحبت فترة تنفيذ استراتيجية 2015-2020 تحديات خارجية، بما في ذلك انخفاض غير مسبوق في أسعار النفط والإغلاق الاقتصادي، الأمر الذي تطلب تقديم كل ما لدينا من طاقة وكفاءات وموارد، وخلال عام 2020 استطاع بنك نزوى رغم التحديات الصعبة من تسجيل معدلات نمو و أرباح استثنائية، حيث شهد تطورات متسارعة نتيجة لمجموعة من العوامل الرئيسية كان من بينها الجهود التي تبذلها أقسام البنك المختلفة والاستراتيجيات التي تنتهجها والتي كان لهما دور مهم في مسيرة النجاح التي يحققها البنك.
ونهدف خلال العام الجديد إلى مواصلة مسيرتنا نحو القيادة والريادة في القطاع المصرفي الإسلامي، والعامل الرئيسي هو التطور في التقدم التكنولوجي الذي يعد إحدى الاستراتيجيات التي تسعى المؤسسات المالية إلى تطبيقها في عالم الخدمات المصرفية بعد جائحة كورونا. لقد حققنا تحسنا كبيرا في تطبيق الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول، ونعمل حاليا على تطوير البنية التحتية الرئيسية وتنفيذ مشاريعنا التكنولوجية، والتي سوف تساعد على زيادة حصتنا في السوق، وتشكيل وجه جديد لاستراتيجيتنا المستقبلية، ومن هنا، فقد وضع البنك استراتيجية 2025 التي سوف تسمح لنا بالحفاظ على القدرة التنافسية على المدى الطويل، والحفاظ على مكانتنا كأفضل بنك إسلامي والأكثر موثوقية، وضمان استدامة أعمالنا، كما سنسعى إلى الحفاظ على عملائنا كأهم ركائز استراتيجيتنا، وذلك عبر تقديم تجربة مثرية لهم واستحداث خدمات ومنتجات جديدة تتواكب مع احتياجاتهم وتطلعاتهم، فهدفنا أن نتطور أكثر من بنك نامي إلى البنك الأقوى.
وتبنت العديد من البنوك مجموعة من التغييرات عقب أزمة كورونا وذلك للحد من التأثيرات المصاحبة لهذه المرحلة الغير مسبوقة، حيث ارتكزت جهود الكثير من المؤسسات على تطبيق التكنولوجيا في منهج عملها، وشجعت الأفراد على استخدام الشبكات الرقمية، فقد عمدت على تطوير وتحديث القنوات الرقمية عبر تبسطها وجعلها أكثر سلاسة، كتطبيقات الهاتف النقال والمعاملات المصرفية عبر الموقع الإلكتروني ومراكز الاتصال وأجهزة الصراف الآلي.
—
Categories: حوار