يولي مركز الابتكار الصناعي اهتماما بالغا بتنشئة رأس المال البشري ليكونوا كفاءات فاعلة في الاقتصاد المعرفي وتطوير الصناعات العمانية وتعزيز الابتكار فيها، وتحويل الأفكار الابتكارية في مختلف القطاعات الصناعية لتكون شركات ناشئة ومن هذه النماذج المهندسة فرحة الكندية الرئيس التنفيذي لمشروع بحر المسرة والمتخصصة في المنتجات السمكية، إذ قام مركز الابتكار الصناعي باستئجار حاضنة التصنيع السمكي وإدارتها بتسهيل من وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، وكان الهدف من إنشائها دعم رائدات الأعمال، حيث تم إعادة تأهيل الحاضنة وتشغيلها وتخصيص إدارة ومصاريف تشغيلية لها، وعمل المركز على تأهيل المهندسة فرحة الكندية لتحصل على شهادة “اختصاصي ابتكار صناعي”.
كما عمل المركز على تنفيذ ورشة عمل بالتعاون مع فريق من الخبراء الماليزيين المتخصصين في التصنيع السمكي وعمل المركز على تطوير الحاضنة لتكون وحدة متكاملة في الابتكار الصناعي في المجالات السمكية، حيث تم تعيين خبير متخصص في مجال تصنيع وتكنولوجيا الصناعات السمكية لتدريب المستفيدات من الحاضنة والإشراف على عمليات الإنتاج وضبط الجودة والسلامة الغذائية، وتم إضافة معدات تصنيع لزيادة السعة الإنتاجية للشركات المستفيدة من الوحدة.
وبدأت المهندسة فرحة الكندية تبتكر منتجات تقليدية بلمسات عصرية لتلبي احتياجات ليس المستهلك المحلي فقط ولكن يمتد للمستهلك الإقليمي والعالمي بمنتجات سمكية مستندةً على الإرث القديم بطرق إعداد وحفظ المنتجات البحرية، حيث تم تمكين الكندية على تأسيس مشروع بحر المسرة في العام 2018م، بولاية المصنعة بمحافظة جنوب الباطنة لتكون أولى المستفيدات من حاضنة الابتكار في التصنيع السمكي والتي تدار من قبل مركز الابتكار الصناعي.
وتؤكد المهندسة فرحة الكندية الرئيس التنفيذي للمشروع على أن المشروع ابتدأ بدعم من قبل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ثم تبناه مركز الابتكار الصناعي، ويهتم المشروع بتنمية وتطوير المنتجات السمكية التقليدية من خلال تفعيل أدوات الابتكار لتحسين جودة الأسماك، وإضافة قيمة تعزز مستوى هذه المنتجات، ويعد (القاشع)، (المالح)، (برجر السمك)، (مخلل الحبار) أهم المنتجات التي تعمل عليها الشركة وتسعى لتطويرها بحيث تصل إلى المستهلك بجودة عالية، ومذاق مميز، ويستهدف المشروع النساء العمانيات المقيمات على سواحل السلطنة، فبعد أن كانت المرأة العمانية تقوم بعمل كميات بسيطة وبيعها في محيطها من الجيران والأهل أضحت هذه الانشطة منتجات قابلة للدخول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، وذلك بتبني الابتكار في تحسين الخلطة والجودة والتغليف المميز ورفع مدة صلاحية المنتج، وقد تم تدريب العشرات من النساء العمانيات وستحتضن الحاضنة العشرات من رائدات الأعمال في الأشهر القليلة القادمة.
الاستغلال الأمثل
وقالت الكندية: بحكم تجربتي العملية في قطاع الصناعات السمكية، واستغلالاً للموارد البحرية التي تتمتع بها السلطنة التي لم تستغل الاستغلال الأمثل، ورغبة مني في توفير فرصة عمل للعديد من المجتمعات النسائية، قررت العمل على مشروع بحر المسرة بدعم ومتابعة وإشراف من مركز الابتكار الصناعي، فقد عمل المركز أولا على تأهيلي وتدريبي وتخرجت ” كأخصائية ابتكار صناعي” ثم أرسلني إلى ماليزيا التقيت هناك ببيوت خبرة ماليزية متخصصة في قطاع الصناعات السمكية، بعد ذلك عمل المركز على دعوة فريق ماليزي متخصص في المجال زارني للمصنع لمدة أسبوع وعمل على تدريبنا أنا وعدد من النساء العمانيات على عمليات التصنيع، ونحن نعمل اليوم بهذه القاعدة المعرفية العميقة على منتجات سمكية بقيمة مضافة كما نقوم بتدريب عدد من الكوادر النسائية العمانية، على أمل أن ننطلق قريبا بمنتجاتنا للأسواق العالمية، وفي طور تحويل المصنع لحاضنة مركزية متخصصة في الصناعات السمكية يعمل عليها المركز لتكون متاحة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وأكدت الكندية على حصول شركة بحر المسرة على جوائز إقليمية وعالمية مختلفة منها الحصول على الجائزة الأولى باسم مشروع بحر المسرة وهي جائزة للمبادرات والابتكار النسائية بالدول العربية المنظمة من قبل مبرة السعدة للمعرفة والبحث العلمي بالتعاون مع جامعة لندن ميوين (MEWIIN)، كما حصلت على الجائزة الذهبية المكررة تم الحصول عليها بعد تجاوز مرحلة الفوز في ميوين على مستوى الدول العربية الى مستوى دول العالم من قبل (GlobalWIIN).
Categories: عمانيات