عزيزة بنت سلطان الراشدية
مديرة لخدمات الأمن السيبراني بوزارة النقل والإتصالات
عزيزة بنت سلطان الراشدية تعمل كـ مديرة لخدمات الأمن السيبراني في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات. تزيد خبرتها في قطاع تقنية المعلومات والأمن السيبراني عن ثمانية عشر عامًا، عملت خلالها على مشاريع محلية وإقليمية ودولية عديدة وأسست على إثرها منتدى المرأة العمانية للأمن السيبراني وهو منتدىً تطوعي يهدف إلى تمكين المرأة العمانية في مجال الأمن السيبراني من خلال تقديم الدعم والمشورة والبرامج التدريبية.
بدأت مراحلها الدراسية في مكان نشأتها بمحافظة الشرقية، حيث توْجت هذه المرحلة بتخرجها كإحدى الأوائل في المرحلة الثانوية. حصلت بعد ذلك على بعثة دراسية إلى المملكة المتحدة في تخصص طب الأسنان ولكنها قررت تغيير مسارها في المرحلة التأسيسية وتوجهت إلى دراسة تخصصين هما علوم الحاسب الآلي والاقتصاد وكانت هذه بمثابة مخاطرة أثمرت في نهاية المطاف و وجدت أنها وُفّقت في الاختيار. بعد عودتها من المملكة المتحدة إلى أرض الوطن أقدمت عزيزة على وظيفة مبرمج في بنك التنمية العماني وحصلت عليها. وجمعت هذه الوظيفة بين مهام المبرمج وموظف مكتب الدعم الفني. وأكسبتت من هذه التجربة خبرة كبيرة حيث عملت في بنك التنمية العماني لمدة ثلاث سنوات.
انتقلت بعد ذلك للعمل في الشركة العمانية للمصافي والبتروكيماويات،ولمدة أربع سنوات بدأت فيها كإدارية في مركز التعليم المفتوح وانطوت مهمتها على تحمل مسؤولية مركز التعلم والبرامج المقدمة فيه للموظفين، ومن ثم انتقلت بعد عدة شهور إلى دائرة التدريب حيث أصبحت مسؤولة عن بعض البرامج التدريبية وتنفيذها والتخطيط لها، ثم بعد ذلك انتقلت لوظيفة في مجال الأمن السيبراني بمسمى موظف أمن المعلومات وبقيت في هذه الوظيفة لعدة سنوات حيث تولت فيها ملف اعتماد الآيزو للشركة عام 2007 والذي كان واحدًا من أكبر المشاريع آنذاك وكانت أول مصفاة في العالم تحصل على هذه الشهادة، شهادة ISO 27001، وهذا إنجاز تفخر به دائمًا.
وبعد خبرة طويلة في مجال الأمن السيبراني تقدمت عزيزة لوظيفة في هيئة تقنية المعلومات (سابقًا) تغيرت مؤخرًا لتصبح وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات وهي الآن تقف على مشارف عامها الحادي عشر في العمل لدى المؤسسة، بدأت مسيرتها معها التنفيذي لفريق التدريب والتوعية وتّوجت المسيرة بعدها بحصولها على منصب مديرة خدمات الأمن السيبراني.
تتمثل مهامها الوظيفية حالياً في العمل على الكثير من المشاريع التقنية والأمنية على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، حيث تركز هذه المشاريع على بناء القدرات في مجال الأمن السيبراني، وتنفيذ دورات تدريبية وبرامج توعوية للموظفين والمؤسسات الحكومية ولجميع المستخدمين في السلطنة على حد سواء؛ ولديهم على سبيل المثال برنامج خاص لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت. كما يقدمون بعض الخدمات الخاصة في مجال الأمن السيبراني للمؤسسات الحكومية والخاصة والشركات الحيوية.
حالياً تواصل عزيزة مسيرتها التعليمية التي بدأتها قبل سنوات عديدة حيث تدرس الماجستير وهي الآن في آخر فصل دراسي لي من هذه المرحلة.
إنجازات
توجت عزيزة بالعديد من الجوائز كان أولها جائزة المرأة القيادية في الأمن السيبراني عام 2018 ضمن جوائز الشرق الأوسط للأمن السيبراني. حصلت بعدها في نفس العام على جائزة الإجادة في التقنية من مجلة المرأة. في 2019 حصلت على جائزة قيادي الأمن السيبراني في المؤسسات الحكومية ضمن جوائز الشرق الأوسط للأمن السيبراني.
وبالنسبة الإنجازات على الصعيد الشخصي فكان تأسيس منتدى المرأة العمانية للأمن السيبراني الذي يشمل حاليًا أكثر من 140 عضوة كلهن نساء عمانيات يعملن في مجال الأمن السيبراني أحد أكبر إنجازاتها، حيث يختص المنتدى بتمكين المرأة ومساعدتها في كافة المجالات، بما في ذلك جوانب المهارات الشخصية التي تمكنها من تطوير نفسها. كما أنهم يقدمون دورات تدريبية مختلفة تسعى للمساهمة ولو بشكل بسيط في تنمية قدرات المرأة وتمكينها لتصل لأعلى المراتب سواء في الوظائف الفنية أو الإدارية والقيادية.
إلهام وفخر
تطمح الراشدية أن تكون هذه الإنجازات التي حققتها بمثابة رسالة لكل امرأة أنها امرأة قادرة على العطاء والوصول لأعلى المراتب. و أن أهم ما في الأمر هو أن تثق المرأة بنفسها وقدراتها، فهي دون شك تستطيع أن تنجز وتصل، إذ تؤكد أنها مثل غيرها من النساء أمٌ وموظفة تواجه ما يواجهونه من تحديات كبيرة وأعباء شاقة ولكنها مؤمنة أنه متى ما وجدت الثقة والنية للوصول مع السعي ستصل بإذن الله وتتمكن من الإنجاز.
تحديات
واجهت عزيزة الكثير من التحديات في مختلف مراحل حياتها ولكن كانت كلها في حدود المستطاع حيث سعت وتأقلمت وواجهت لتتمكن من المضي قدمًا. بدأت هذه التحديات مع مرحلة الدراسة حيث انتقلت مباشرة من مدرسة في قلب الشرقية إلى المملكة المتحدة فواجهتها تحديات كبيرة في الاعتياد على مجتمع منفتح وثقافة جديدة ومختلفة تمامًا عما عهدته، وسعيها للتأقلم مع هذه الثقافة كان من أصعب التحديات.
أما في بداية عملها، وفيما يتعلق بالمجال التقني الذي كان مجالًا ذكوريًا بحتاً ونسبة الإناث فيه قليلة جدًا. ونتيجة لذلك تحتم عليها العمل بجهد أكبر لتثبت أنها قادرة على العطاء كزملائها، وللتغلب على هذا التحدي عملت بدأب و دونما توقف.
تحديات أخرى على المستوى الشخصي؛ تمثلت في كونها امرأة موظفة وزوجة وأم لأربعة أطفال في الموازنة بين العمل ومتطلبات الأسرة ليس بالأمر اليسير، وبسبب هذا فإن الكثير من النساء تقل قدرتهم على العطاء عندما يصبحن أمهات بسبب حجم مسؤولية الأمومة. وأما عن آخر التحديات هو التحدي الذي تخوضه الآن في الجمع بين العمل والأمومة والدراسات العليا.
تمكين المرأة في وزارة النقل والاتصالات
تؤمن وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بإعطاء فرص متساوية للرجل والمرأة، حيث يتاح فيها المجال لأصحاب الكفاءات من الجنسين ولا توجد هناك تفرقة بينهما. أما الفرص فهي تعطى حسب الكفاءة والاستحقاق، كما وتتقلد مجموعة من النساء مناصب قيادية في المؤسسة.
تطلعات
تسعى عزيزة دائمًا وأبدًا من خلال كل ما تقدمه أن تعطي المزيد لهذا الوطن، أما وعلى الصعيد الشخصي فهي مؤمنة أن العطاء لا يتوقف عند عمر معين أو منصب معين وأننا دائمًا بوسعنا أن نقدم المزيد. كما و تتطلع الراشدية أن ترى الكثير من النساء العمانيات في مناصب قيادية، لأن عدد النساء في المناصب القيادية في القطاع التقني والقطاعات الأخرى قليل جدًا نسبة إلى حضور المرأة وعطائها في مختلف القطاعات الحيوية في البلاد. حيث تأمل أن يكون هناك تمكين أكبر للمرأة في تقلد المناصب القيادية وأن يكون لها الدور الفاعل في رسم وتحقيق استراتيجية عمان 2040. وكما وتأمل أن يستمر المنتدى الذي أسسته في العطاء والنمو والتقدم، وأن يضم عددًا أكبر من النساء، وأن يكون له دور فاعل في المجتمع، حيث تتمكن من خلاله بناء كفاءات عمانية على مستوى عالٍ قادرة على القيادة والعطاء.
Categories: مناسبات وفعاليات