زهرة بنت سالم العوفية
معلمة ومتطوعة
الأستاذة زهرة بنت سالم العوفية، في العقد الخامس من عمرها، أم و ربة منزلة لديها من الأبناء 7، كرست وقتها وجهدها لتعليم الأطفال والكبار قراءة القرآن الكريم وتعليم القراءة والكتابة، أقامت مشروعها التطوعي في منزلها الكائن بولاية الحمراء أولاً، ثم بادرت بنشر العلم وقراءة القرآن بالمناطق الجبلية والمناطق الوعرة بنيابة الجبل الأخضر، حيث أخذت على عاتقها مسؤولية نشر هذا العلم وكرست وقتها وجهدها للقيام به.
أشاد الكثيرين بجهدها الكبير، على الرغم من تقدمها في السن إلا أنها امرأة تنبض بالحيوية والنشاط، فهي لم تكمل تعليمها الدراسي و إنما درست حتى الصف الخامس فقط، إلا أن ذلك لم يمنعها من تعليم نفسها وتثقيفها فاشترت كتبًا وروايات عالمية وبدأت تقرأ. وجدت أن العمل الخيري والتطوعي أمرُ يبعث في النفس الراحة والطمأنينة ولأنها كانت تقوم بهذا العمل لوجه الله، لم تكلّ يوماً أو تمل، بل واصلت واستمرت حتى تمكنت من افتتاح أكثر من 22 مدرسة بمناطق الجبل الأخضر والحمراء .
يرتكز عملها الحالي في إدارة ٢٢ فصل دراسي لتعليم الأمهات القرآن الكريم والقراءة والكتابة وتعليم الأطفال القراءة والكتابة والقرآن لطفل ماقبل المدرسة من سن ٥ سنوات و٦ سنوات ومن ثم بعدها يذهب الطفل للصف الأول وهو يتقن بعض الأساسيات التي تفيده في المرحلة الإبتدائية، حيث أن هذه الفصول متوزعة في القرى الجبلية النائية من قرى جبل شمس والجبل الشرقي ومسفاة العبريين وهذه القرى تتبع ولاية الحمراء. في بادئ الأمر كانت تقوم بالعمل بمفردها حيث تستيقظ من قبل صلاة الفجر وتواصل بالطهي حتى التاسعة صباحا لحين قدوم الطلبة للدراسة، وهكذا استمرت إلى أن استطاعت الحصول على العون والمساعدة من قبل جاراتها التي بادرن بمساعدتها في هذا العمل. كما أنها وظفت في كل مدرسة معلمة من قرى الجبل الأخضر وهي تولت مهمة إعطائهن مكافأة مالية نظير جهودهن ولو مبلغاً بسيط من خلال قيامها بطهي الولائم والوجبات وبيعها على المدارس والراغبين في المناسبات وكان العائد المادي لتلك الطلبيات هي بمثابة الراتب للمعلمات بقرى الجبل الأخضر.
تسعى زهرة إلى توفير المال اللازم للإنفاق لبناء فصول الدراسية وتوفير الكتب والأثاث ومستلزمات الدراسة إبتداء من القلم وحتى أبسط الأشياء، حيث أن التعليم فيها بالمجان.
تمكنت مؤخراً من بناء فصول دراسية في القرى الجبلية حيث أنها في السابق كانت تعلمهم تحت الأشجار وفي مجالس العزاء والآن بفضل الله تعالى وبفضل المتبرعين قامت ببناء ١٢ فصل دراسي في ١٢ قرية، كما قامت مؤخراً بعمل إستثمار للمشروع التعليمي لكي تضمن استمرار العائد المادي في المستقبل إن شاء الله تعالى.
إنجازات
- فازت زهرة العوفية بجائزة السلطان قابوس للأعمال التطوعية وذلك في ديسمبر من عام 2017.
- حصلت على وسام الإشادة السلطانية من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم حفظه الله.
- حصلت على المركز الأول عربياً في مجال التميز في أفضل المشاريع التطوعية في الوطن العربي من بين 20 مشروع مشارك لعام 2018 .
- حصلت على جائزة المرأة للإجادة عن فئة الأعمال التطوعية عام 2018م.
- كرمت عام ٢٠١٩ في بروكسل عاصمة بلجيكا 🇧🇪 في مؤتمر أقيم هناك بدعوة من المسؤول عن الجالية العربية في الإتحاد الأوروبي الدكتور عصام البدري.
- كرمت مؤخراً من اليونسكو في يوم ٢٥ من فبراير ٢٠٢٠ بمدينة دبي.
إلهام وفخر
تعد هذه الإنجازات مثابة فخرٍ وإعتزار لإمرأة لا تملك المال ولا تملك الشهادات العليا ولكنها حققت لمجتمعها إنجازات عالمية وهذا هو إلهام بحدٍ ذاته لمن تريد أن تحقق لنفسها ولمجتمعها شيئا مفيداً، وهي لا تنسب لنفسها أنها قد قامت بعمل خارق، فهي تؤمن أن هناك العديد من النساء اللاتي حققن إنجازات أكبر لوطنهن ومجتمعهن فـ عمان ولادة للأخيار والمبدعين.
تحديات
واجهت زهرة خلال مسيرتها في مجال التعليم والعمل التطوعي الكثير من التحديات، تمثلت في فقدها للدعم المادي، و وعورة الطريق التي تسلكها المدارس التي أنشأتها أيضا ساعات العمل الطويلة والمجهدة، إلا أنها وبفضل الله تمكنت من قهر الصعوبات المادية من خلال إنشاء مشروعٍ منزلي كمشروع الطبخ، وقهر تحدي وعورة الطريق من خلال استئجار سائق للوصول للقرى الجبلية قبل أن تتعلم هي القيادة بنفسها وبالتالي تغلبت على الخوف من الصعود إلى الجبال. أما بالنسبة لساعات العمل الطويلة فقد عملت على توظيف بعض الفتيات لمساعدتها في إعداد الوجبات وأيضا التعليم.
تطلعات
تتطلع زهرة العوفية إلى عمل إستثمار للمشروع ومن ثم نشر هذا المشروع لولايات السلطنة ليستفيد أكبر قدر ممكن من الأطفال والنساء.
Categories: مناسبات وفعاليات