وصفة النجاح واحدة مهما اختلفت المهن
سمية الحارثية: بدأت من الصفر ونجاحي أحسست به وبكل لحظاته
تتمتع بموهبة فطرية وتطمح للعالمية متسلحة بأصالة تراثها، و رقي تصاميها، لها بصمة واضحة وجميلة في مجال تصميم الأزياء العمانية التقليدية، استطاعت تحقيق حلمها بالرغم من صغر سنها.
سمية الحارثية مصممة عمانية شابة، بدايتها كان بتصميم شيل بسيطة على نطاق العائلة ثم وفي الفترة من 2003 إلى 2007 تطورت من تصميم الشيل إلى تصمم العبايات مما زاد شهرتها بين الفتيات في تلك الفترة ، انطلاقتها الأولى كانت من مشروع منزلي تطور لاحقاً لمشروع خاص يحمل اسمها وبكل فخر.
بحثت سمية عن مختلف الطرق للترويج للتصماميها، فعملت على الترويج عبر موقع السبلة الإلكتروني، في البداية لم يتقبل الناس فكرة أن هناك مصممة عمانية تعمل على تصميم وتنسيق الشيل بدون مساعدة.
ثم و في 2010 كرمت سمية من ضمن 40 عمانية ناجحة و أيضا فازت بلقب كأصغر تاجرة عمانية. قامت بتصميم لوحة خاصة لصاحب الجلالة مرصوصة بالكريستال والمخمل والتي أصبحت حديث الإعلام المحلي في أحدى الفترات. بالإضافة إلى كونها أول مصممة عمانية تركز على اللباس منطقة الشرقية حيث عملت على تطويره مما جذب الكثير من الزبائن لها بعد جلسات التصوير التي أقامتها لمجموعة من الفنانات والمذيعات المعروفات.
أجرت مجلة المرأة هذا الحوار مع المصممة العمانية الشابة سمية الحارثية للتعرف عليها وعلى أعمالها في مجال التصميم.
حدثينا عن بدايتك في مجال التصميم وعن مشاركاتك في المعارض الداخلية والخارجية؟
بدايتي كما ذُكر سابقاً، بدأت منذ سن صغيرة، حيث تدرجت في البدايات فكنت أصمم الشيل ثم انتقلت للعبايات، وكانت انطلاقتي الأولى من المنزل، ثم بعدها أصررت على افتتاح مشروعي الخاص ولكن لم أكن أمتلك المادة في تلك الفترة ولذلك قررت الإعتماد على نفسي لتحقيق حلمي.
عملت في شركة خاصة للتدقيق الحسابات لمدة عامينن وقد كانت طبيعة العمل متعبة جداً بالإضافة إلى عملي في مشغلي المنزلي، سعياً مني لتحقيقي حلمي الذي كنت أسعى له وأحارب من أجله. وفي 2011 بدأت بتجهيز محلي الخاص حيث تحملت جميع التكاليف بدون أي قروض.
وحول أهم المشاركات في المعارض الداخلية والخارجية تقول سمية : شاركت في 2012 بعمل عرض أزياء خاص والذي من خلاله تم تدشين علامتي التجارية الخاصة ” سوميثا ” .
شاركت أيضا في أكثر من 155 معرض محلي ودولي أبرزها كان في ألمانيا حيث تم اختياري ضمن 10 عمانيات مشاركات.
شاركت في العديد من عروض الأزياء في عمان وقدمت الرعاية للعديد من المسلسلات والبرامج العمانية والخليجية وكان نجاحاً محقاقاً.
أرتدت الكثير من الفنانات والأعلاميات العمانيات والعربيات من تصاميمي والحمدلله.
ما الذي يميز تصاميمك ؟
ما يميز تصاميمي أنها أزياء مصممة بطريقة قديمة بحته مدموجة بأساليب متطورة، حيث أنني أحاول تقليد الزي العماني التقليدي في دق تفاصيله، من خلال اختيار الألوان والتي لا بد أن تكون فاقعة ومميزة لكل المناسبات، بالإضافة إلى الأكسسوارات العمانية البحتة التي تصنع فقط في عمان.
قمت بتصميم مجموعة من الأزياء العمانية الخاصة بالعيد والعيد الوطني وفعالية القرنقاشو، كما تميزت أيضا في تصميم زي أنا وابنتي والذي قمت فيه بطرح مجموعة مميزة من التصاميم للأم والأبنة وكان لها إقبال كبير.
كيف يمكن للمصممة العمانية أن تحافظ على الأزياء العمانية التقليدية؟
نحن كمصممات عمانيات فخورات جدا أننا نمتلك كنز، فعمان من الدول القليلة جدا والتي تحظى بتنوع في الزي على حسب المناطق فكل منطقة في عمان تتميز بزي معين فهناك زي خاص بمنطقة الشرقية وهناك زي خاص بمنطقة الداخلية والظاهرة وهكذا. فجميع هذه الأزياء مميزة وتعتبر مخزون تراثي ومصدر إلهام لا بد أن نحافظ عليه، ولذلك علينا نحن كمصممات أن نبرز هذا الزي بطريقة جديدة وأسلوب متطور وبلمسات خفيفة وحصرية لا تخرج عن الطابع العماني التقليدي.
لماذا اخترتِ مجال تصميم الأزياء التقليدية؟ لماذا لم تتوجهي لتصميم الأزياء الحديثة؟
في الواقع أنا متنوعة، فلدي التصاميم التقليدية البحتة كما انني أعمل التصاميم الأخرى الهوت كوتور، لكنني فتاة تعشق التراث العماني القديم فالأزياء العماني لها نكهة خاصة ومميزة بالنسبة لي، بينما أزياء الهوت كوتور تعتمد على قصة معينة تكون دارجة ذلك الموسم عند أغلب المصممين يعتمدونها ويعملون عليها.
أما بالنسبة للتصاميم العمانية فهي تحتفظ بتفاصيلها فلا يمكن لأي مصمم أخر أن يبزرها مثلما نبرزها نحن العمانين لذلك دورنا نحن كمصممات عمانيات أن نُبرز الأزياء العمانية ونخرجها للعالم بصورة جميلة وثرية تكون إضافة لنا نحن المصممات عمانيات لنكون مميزة ومختلفة.
والمرأة العمانية تحرص جدا على أرتداء الأزياء العمانية في مختلف المناسبات والتميز بها.
أهم الجوائز والمشاركات في البرامج والدوارات التي قدمتها؟
أردت تحفيز الكثير من الهاويات للتصميم فقدمت العديد من الورش في هذا المجال كما أنني قدمت برنامج إذاعي على إذاعة هلا أف أم لمدة شهرين يتحدث عن أساسيات تصميم الأزياء لتعم الفائدة على الجميع. في 2015 فزت في مسابقة خاصة لتصميم الأزياء تحت إشراف بلدية مسقط حيث حققت المركز الثاني على مستوى السلطنة في تصميم الأزياء التقليدية .
و في 2016 قررت أن أبرز الزي العماني القديم بصورة عصرية بدون تشويه للهوية العمانية مما أثار دهشة الكثير و ازداد الطلب على هذه الأزياء، تمت استضافتي في برنامج يختص بالمرأة العربية الناجحة ومدى تمسكها بالزي التقليدي في دولة قطر و اليوم أصبحت ولله الحمد قدوة للعديد من الفتيات العمانيات .
التحديات التي واجهتك وتعتقدين أنها تواجه المصممة العمانية؟
أنا مصممة بدأت من الصفر، ونجاحي أحسست به وبكل لحظاته، فلا يوجد نجاح بدون صعوبات ولا يوجد نجاح بدون تحدي وسهر وأرق وصبر.
والأصعب في الموضوع ككل هو كيف أحافظ حال نجاحي فجميعنا يستطيع النجاح ولكن ليس جميعنا يستطيع المحافظة عليه، لا بد للمصممة أن تكون متجددة فاهمة متنوعة ومختلفة مثقفة و واعية.
وقبل هذا وذاك لابد أن أكون إنسانة متحدية لنفسي ولغيري وصامدة رغم كل شي، فنحن المصممات نمر بظروف صعبة جدا وخصوصاً في ظل وجود العديد من المصممات الصاعدات فالتحدي الأكبر يكمن في كيف أميز نفسي عن الباقين، مررت بأوقات أحسست فيها بالفشل ولكن مع المحاولة و الإصرار تمكنت النجاح حتى وصلت لمرحلة عرفت فيها قيمة نفسي وعملي الذي أقدمه.
ما الذي ينقص المصممة العمانية الوصول للعالمية برأيك؟
الحمدلله وصلت للعالمية، و أخر عروض الأزياء التي قدمتها كان بدولة كوريا، حيث شاركت بعرض أزياء للملابس التقليدية العمانية . وكانت مشاركة ناجحة ولله الحمد.
من هو مثلك الأعلى في مجال تصميم الأزياء؟
لا يوجد لدي شخصية معينة أقتدي بها، فأنا أتبّع الأمر الشائع عند أغلب المصممين حيث أحاول المتابعة والمضي قدماً مع الأحدث في عالم تصميم الأزياء من خلال التعرف على الجديد والدارج في السوق والعمل على تطويره وتطويعه بما يتناسب ومع فكرتي في التصميم.
كيف هي ألية التسويق لديك؟
كل سبل التسويق الإلكترونية أو الترويجية المتمثلة في عروض الأزياء التي أحرص دائما على استغلالها من أجل الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من النساء المهتمات بالزي العمانية.
خططك ومشاريعك المستقبلية؟
الكثير فهناك عروض أزياء قوية قادمة، بالاضافة إلى خطة لتوسعة مشروعي مستقبلا بإذن الله.
حساب الإنستجرام: @sumayatha28
Categories: Home Slider, أزياء