مريم الشيبانية
حين تعشق المرأة القمة
لطالما كانت المرأة العُمانية شغوفة ببناء هذا الوطن مما جعلها تحقق العديد من الإنجازات والنجاحات التي ساهمت بإبراز دورها وأهميتها في بناء عُمان المجد والحضارة لتشكل الى جانب شريكها الرجل في التنمية لوحة بانورامية رائعة يفخر بها الوطن، من هنا جاء شغف مريم الشيبانية بالقمة لتترك بصمتها في التنمية وتحقق الإنجاز بعد الإنجاز رغم كل التحديات والصعوبات.
في البداية نود أن تعطينا نبذة من هي مريم الشيبانية؟
أولاً أود أن اشكركم على هذه الاستضافة الكريمة. حقيقةً شعرتُ بالفخر حينما علمتُ أن هذا الحوار سيتزامن مع مناسبة يوم المرأة العُمانية المنجزة والطموحة. إن الأمثلة على النساء العُمانيات اللاتي يمكن التطلع إليهن كنماذج يحتذى بها كثيرة حتى إني أكاد أجزم بأنه إذا خصصت لهن مساحات ورقية لسرد انجازاتهن لما اتسعت. مريم الشيبانية قبل كل شيء هي امرأة تطمح أن تساهم في مسيرة نماء هذا الوطن المعطاء على الصعيدين الأسري والعملي، أما مايخص الجانب الأسري فأنا أحاول دائما التوفيق بين العمل والعائلة خصوصا وأني امرأة متزوجة ولدي ابنة تحتاج الى الاهتمام والحنان لذلك أحاول دوماً استغلال اجازة آخر الاسبوع والعطل الرسمية في قضاء المزيد من الوقت مع العائلة خصوصا واني أؤمن انهم مصدر الالهام والابداع التي تعطي الفرد الدافع لتقديم المزيد من العطاء. أما على الصعيد المهني، حاليا أشغل منصب مدير عام إدارة الآداء المؤسسي في مجموعة النفط العمانية للبنية التحتية، وهي مجموعة اسست حديثا لإدارة كافة أنشطة شركة النفط العمانية في قطاع البنية التحتية للطاقة، كما أنني عضوة في مجلس إدارة شركة مسندم للطاقة. حاصلة على درجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية وهندسة الإلكترونيات من جامعة باث بالمملكة المتحدة، وحصلت أيضًا على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ستراثيكلايد بالمملكة المتحدة، وفي عام 2010 حصلت على شهادة إدارة المشاريع.
كيف استطعتِ النجاح في مثل هذا القطاع؟
النجاح طريق متعرج ملىء بالصبر والتحديات، وبالتأكيد لم يكن سهلاً الوصول إلى ما أنا عليه اليوم. ثلاثة عشر عاماً في هذا المجال كانت مليئة بالتحديات والعقبات حيث بدأت مسيرتي المهنية في الشركة العُمانية للمصافي والبتروكيماويات (أوربك) كمهندسة مشاريع كهربائية لما يقارب الستة أعوام عملت خلالها في عدة مشاريع انشائية في محطة معالجة النفط الخام بمصفاة ميناء الفحل ثم في عام 2009 انضممت لمؤسسة الزبير كمدير مواهب المجموعة لتخطيط وتنفيذ استراتيجية ادارة المواهب ثم التحقت في نفس العام بشركة النفط العُمانية حيث اُنتدِبت في أوربك كعضو ضمن فريق آبل.أيضا كنت مسئولة عن إدارة مشروع صحار والذي تقدر قيمته الاستثمارية بمليارين دولاراً امريكياً، وفي العام 2013 م عدت للعمل في شركة النفط العمانية كمديرة ومنسقة خدمات مسؤولة عن إدارة وتنسيق المشاريع في السلطنة بين المساهمين والوحدات الحكومية وغيرها.
ما هي طبيعة عملك الحالي وما هي المهام الموكلة لك بشكل عام؟
حاليا أشغل منصب مدير عام إدارة الآداء المؤسسي حيث أن المديرية هي الجهة المعنية في وضع مقاييس آداء الأعمال وقياسها، وتطوير الاستراتيجية للشركة.
هل توفر الشركة دورات تدريبية للنساء حتى تتأقلم في مجال العمل؟
تضع الشركة نصب عينيها تطوير وتأهيل الكوادر العمانية، وبلا شك للمرأة نصيب وافر من هذا الاهتمام. فثمة خطة تدريب سنوية توضع للموظفين حسب متطلبات الوظيفة.
كيف استطعتِ التوفيق بين طبيعة عملك وبين كونك ربة بيت؟
حقيقة ليس من السهل التوفيق بين الوظيفة والمنزل لأن لكل جهة متطلبات والتزامات، لكن من خلال التخطيط الجيد وحسن التنظيم، كما أن أكبر عامل في نجاح المرأة العاملة هو دعم العائلة والذي من خلاله يمكنها تحقيق هذا التوازن.
هل استطاعت المرأة العمانية إثبات قدرتها في تولي مناصب عليا بهذا القطاع؟
نعم دون شك، المرأة العُمانية أصبحت اليوم قادرة أن تشارك في اتخاذ القرارات التي تعني المواطن وتهتم بشؤونه بصفتها وزيرة أو ممثلة لولايتها في مجلس الشورى أو حتى رئيسة تنفيذية في مؤسستها، قلما تجد مؤسسة عمانية دون وجه نسائي يشق خطاه بكل ثقة لمنصب أعلى. المرأة العُمانية اليوم استطاعت التنافس ولن أقول مع الرجل فهو شريكها في التنمية بل التنافس مع التوقعات والرسائل النمطية حول المرأة بشكل عام وحتى مع طبيعتها الانثوية فعملت مهندسة في آبار النفط ومشرفة مشاريع في الصحراء وغيرها من المجالات التي كانت في الماضي حِكراً على شريكها.
كلمة أخيرة للمرأة؟
لايوجد حلم مستحيل ولا تحدٍ أكبر من تطوير ذاتك والسمو بها نحو أهدافك. حافظي دوماً على تركيزك ولا بأس أن تجدي نفسك عزيزتي المرأة في دوامة من المشتتات الأسرية والاجتماعية لكن لا تقلقي دائما فثمة طريقة للتأقلم والاستفادة من كل شيء تساعدك للوصول إلى أهدافك بشكل أسرع. كل امرأة قادرة أن تكون سياسية، كاتبة، رياضية مشهورة، معلمة، سمي ما شئتِ من الأحلام، فجميعها يمكن تحقيقها.
Categories: Home Slider, حوار