دور شركة تنمية نفط عمان في تمكين المرأة
إنتصار الكندية: أنا فخورة جداً بما وصلت إليه المرأة العمانية في صناعة النفط والغاز
استطاعت المرأة العمانية اليوم من تبوء مكانةً مرموقة في المجتمع ومن شغر مناصب وتولي مهام في مجالات وقطاعات مختلفة، وذلك عملاً بالتوجيهات الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السطان قابوس بن سعيد المعظم-حفظه الله ورعاه- التي أكدت على ضرورة تمكين المرأة العمانية في المجتمع وإشراكها في العمل بجانب أخيها الرجل، وذلك إيمانا بقدرتها على تحمل المسؤولية الموكلة إليها، وبأنها جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع الذي تشارك في بنائه وبناء نهضته.
شركة تنمية نفط عمان إحدى الشركات الكبرى التي عملت على تنفيذ التوجيهات الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة في تمكين المرأة، ففي بادرة تعد الأولى من نوعها دشّنت الشركة برنامجاً تطويرياً يسمح لموظفاتها الخريجات من التخصصات الفنية من اكتساب خبرات في مجال عمليات الإنتاج من حيث التنوع في بيئة العمل وتوفير فرص متساوية للجميع، حيث قبلت الشركة 15 مهندسة لمواجهة هذا التحدي؛ وبالتالي أصبحن أول دفعة من مهندسات الشركة اللائي يعملن في حقول النفط بدوام كامل. وقد قضت هذه الدفعة أول سنتين من هذا البرنامج التطويري الذي استمر ثلاث سنوات لتلقي التدريب حول مرافق الإنتاج. وتمكنت من استكمال 65% من المهام في الحقول في غضون سبعة أشهر فقط، وهو معدل يفوق المعدل المعتاد.
وللحديث أكثر حول هذا الموضوع كان لنا هذا الحوار مع إنتصار الكندية مديرة مديرية الإستكشاف بشركة تنمية نفط عمان سابقا، والتي تقاعدت مؤخرا.
إنتصار الكندية في سطور
إنتصار الكندية أول عمانية تتولي منصب إدارة مديرية الإستكشاف، انضمت إنتصار للشركة كطالبة مبتعثة في عام 1983، حيث كانت رائدة في مجال التنوع والإندماج وترأست شبكة ” حواء ” النسائية بالشركة.
بعد حصولها على درجة الماجستير في العلوم في جيولوجيا البترول من الكلية الملكية من جامعة لندن ، انضمت إنتصار إلى شركة تنمية نفط عمان كمتدربة في قسم الاستكشاف حيث أمضت ست سنوات في تعلم أدوات التجارة وتطوير مهاراتها في ثلاث فرق تقييم استكشافية.
وفي عام 1997، نقلت إنتصار إلى Shell Expo في لندن، ثم عادت بعد 4 أعوام لشركة تنمية نفط عمان للعمل كمحلل أنشطة الاستكشاف لفترة قصيرة. تولت إنتصار المدير العام السابق والرئيس القطري لشركة شل الأردن.
تم تعيين إنتصار بعدها في أول منصب قيادي لها ، حيث كانت تترأس فريق الغاز الحكومي “الاستكشافي” ، و بعد ذلك تولت منصب مدير الاستكشاف في فريق نفط شمال عُمان قبل أن تنقل إلى شركة شل لإدارة النفط الأردني.
تعد إنتصار الكندية أول عمانية تتولي منصب إدارة مديرية الإستكشاف حيث كانت المسؤولة عن جميع أنشطة التنقيب عن النفط والغاز. وقد تقاعدت من الشركة بعد خدمة أمتدت 35 عاما من العمل المخلص.
حدثينا عن تواجد المرأة في قطاع النفط والغاز؟ ما هي المناصب التي تشغلها والتي هي متاحه لها للعمل فيها ؟
المرأة عامة والمرأة العمانية خاصة نجد أن تواجدها قويً جداً في هذا القطاع، فأنا ولله الحمد وبحكم أنني في منصب مديرة الاستكشاف أسافر كثيراً وأحضر العديد من المؤتمرات، فكنت ألاحظ تواجد المرأة العمانية في قطاع النفط والغاز بنسبة جيدة جداً ربما وفي اعتقادي أننا في عمان وبفضل التوجيهات الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان فقد سنحت لنا الفرصة في أن نكون في هذا المجال وغيره من مجالات العمل الأخرى.
ولكن مجالات النفط والغاز متعددة، فالمرأة موجودة في المجالات التقنية وكذلك في المجالات الإدارية، حيث تمثل العمانيات حوالي نسبة 40% من أعضاء الإدارة العليا بالشركة.
كيف تعمل شركة تنمية نفط عمان على تمكين المرأة في العمل في القطاع النفط و الغاز ؟
حاليا 10% من الشركة هم من النساء، ونحن نسعى إلى زيادة هذا العدد في الشركة لإيجاد التوازن بين نسبة الفتيات مع الشباب في الشركة، كذلك لدينا في الشركة برامج خاصة لتدريب النساء على العمل من قبل أكاديمين معتمدين، فنحن في شركة تنمية نفط عمان نسعى لتدريب النساء ليتأقلمن مع بيئة العمل بالشركة حتى تستطيع إيجاد التوازن بين عملها وبين مهامها كربة منزل أو أم ، ونحن في شركة تنمية عمان نسعى لإعطاء المرأة كافة الإمكانيات والتسهيلات وما عليها سوى أن تعمل وتساعد نفسها لتتأقلم وترتب أولوياتها وبالتالي تحقق التوازن، كما أننا كمدراء نعقد الجلسات الحوارية النقاشية مع الموظفات من أجل بناء جسور تواصل معهن لفهم المعوقات التي من الممكن أن تتعرض لها المرأة داخل العمل أو في المنزل والتوصل إلى حل لها.
هذا بالإضافة إلى أن الشركة أصدرت مجموعة قوانين مهيئة للمرأة، مثل قوانين خاصة بالأمومة ، حيث تمنح الموظفة التي ترزق بطفل الأحقية في العمل بدوام جزئي متى ما رغبت في ذلك، أيضا وفرت غرف خاصة للأمهات المرضعات، وآخر قانون قمنا بإضافته لقائمة قواننيا كان قانون للمرأة التي تتبنى طفل فلديها من الحقوق المساوية للحقوق التي تمنح للمرأة التي تلد ، وغيرها من القوانين المرنة التي تساعد المرأة على التأقلم في جو العمل بالشركة.
وما زلنا نسعى لتحسين هذه القوانين وتطويعها لتناسب الأمهات العاملات بالشركة وذلك من خلال التواصل معهن وعقد الجلسات النقاشية للتعرف على مشاكلهن ومقترحاتهن .
هل توفر الشركة دورات تدريبية للمرأة حتى تتأقلم في مجال العمل بهذا القطاع ؟
نعم، فقد قد سعت الشركة على توفير مسكناً خاصاً بهنّ، ومدربين على رأس العمل لتقديم المساعدة لهن في عملهن، بالإضافة إلى الدعم المستمر الذي تقدمه فرق العمليات الأخرى بالحقول وكذلك مديرو الدوائر والمديريات.
وتبلغ نسبة المهندسات فيه الآن 40%. وعند انتهاء البرنامج، تصبح هؤلاء المهندسات متمرسات في عمليات التشغيل؛ حيث سيصبح الباب أمامهن مشرعاً نحو مسارات مهنية متعددة مستقبلاً.
ويتبع البرنامج المقدم أسلوب التعلم الذاتي؛ حيث تأخذ الخريجات زمام المبادرة بالالتحاق بدورة حول طبيعة العمل، الأمر الذي يسمح لهنّ بالتركيز على الأهداف الاستراتيجية، ثم تتبعها سنتان من العمل المباشر والأنشطة في الحقول، وحضور برامج تدريب إلزامية من بينها برنامج تدريب فني وبرنامج المهارات القيادية المعجّل.
هل استطاعت المرأة اثبات قدرتها في تولي مناصب عليا بهذا القطاع ؟
نعم وبكل تأكيد، فنحن 40% من اللجنة العليا في الشركة نساء، وهذا يضعنا كأول شركة خليجية نفطية تمتلك هذه النسبة من النساء بالذات في المجال التقني.
هل تمنح المرأة الصلاحية في إتخاذ القرارت الإدراية المهمة بالشركة ؟
بكل تأكيد، فأنا كنت دائما ما أسعى أن أرى المرأة العمانية في مكانة مرموقة تليق بها، فكنت عندما أناقش مديري عن اقتراحاتي لتطوير ورفعة المرأة في مجال العمل كان دائما ما يساندني ويدعمني، ويعطيني كافة الصلاحيات في إتخاذ القرارت المتعلقة بالمرأة ما دامت تلك القررات تتوافق مع سياسة الشركة.
ما هي التحديات التي تواجه المرأة في هذه القطاع ؟
التحديات التي تواجهها تحديات مرتبطة بالمرأة نفسها، فهناك حواجز كثيرة وهذه الحواجز تأتي من المرأة نفسها وأخرى متعلقة بالبيئة، وهناك حواجز أخرى تأتي من الرجل الشرقي، فالكثير من الرجال ما زالوا يعارضون عمل زوجاتهم وأخواتهم في الحقول النفطية وغيرها.
فـ لابد للمرأة الآن أن تثبت نفسها وأن تصر هي بنفسها أنها تريد ذلك، فهي عليها أن تتقبل البيئة التي وضعت فيها، فكثير من النساء تصيبهن الرهبة في اللحظة التي يصلن فيها إلى حقول النفط، لذلك على المرأة أن تتغلب على هذا الخوف الذي يتملكها وعليها أن تتقبل أنها الآن في بيئة مختلفة جدا عن حياة المدينة، ولكن لو نظرنا لطبيعة الحياة في الحقول لوجدنا أن النساء هناك يتمتعن بمميزات ويحظين بمرافق سكنية راقية جداً ربما أفضل من تلك الموجودة بالعاصمة، التحدي هنا هو تحدي المرأة نفسها في تقبل بيئة العمل التي ستعمل بها وأن تسعى جاهدة للتأقلم مع بيئة العمل هناك.
كلمة أخيرة للمرأة؟
أنا جداً فخورة بما وصلت إليه المرأة العمانية في هذا المجال، وبعد خدمة دامت 28 عاما في هذا المجال فأنا أشعر براحة كبيرة جداً ولكنني أطمح بالمزيد فوجود 10% من النساء فقط غير كافية وأتمنى المزيد وخصوصاً أن النساء يتمتعن بميزة خاصة ألا وهي التحدي والإصرار للوصول إلى الهدف، فهن قادرات وما عليهن فقط سوى الخروج من نقطة الخوف والإنطلاق بكل ثقة واقتدار.
Categories: Home Slider, حوار