عاشقة الأزرق والحروف طاهرة فداء : أنتمي لـ ( اللامدرسة ) و أطمح في إنشاء معهد لتعليم الفنون للأطفال
مبدعة ، عُرفت بشغفها وحبها للون الأزرق ، تهوى رسم الرموز والحروف من لغات مختلفة وقديمة، لا تنتمي لمدرسة معينة فهي مدرسة بحد ذاتها، تطمح أن يكون لها معهد خاص لتعليم الفنون التشكيلية لتعليم الأطفال، مشاركاتها الدولية والمحلية شاهد على نجاحها في عمان وخارجها ، طاهرة فداء أحدى رموز الفن التشكيلي المعاصر كان لنا هذا الحوار معها لتعرف على روحها الفنية عن قرب ….
حوار: رضية الهاشمية
نبذة عن طاهرة فداء؟
طاهرة فداء، فنانة تشكيلية من مسقط و محاضرة لغات في أحدى الكليات بمسقط . حاصلة على ماجستير في الفنون المرئية والبصرية من جامعة لندن للفنون بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف. انضمت لعدة دورات في مجال الفن التشكيلي في سلطنة عمان وخارجها مثل دورة في استخدام المواد المختلفة أثناء إنتاج عمل فني في جامعة الألبا اللبنانية و دورة في صنع القوالب والصبيات في جامعة سانت مارتنز في لندن….. شاركت في العديد من المعارض الجماعية والملتقيات الفنية في السلطنة و خارجها منها : ” في لبنان، جمهورية مصر العربية، مملكة المغرب، الجزائر، الكويت، المملكة العربية السعودية، دولة الإمارات العربية المتحدة ، مملكة البحرين، الهند ، سويسرا ، المملكة المتحدة ، جمهورية النمسا …الخ . عملت ثلاث معارض شخصية ، منهم معرضين في مسقط ومعرض شخصي في الدنمارك و معرض مشترك في كولالمبور . أعمالي الفنية معروضة في بعض أرقى فنادق السلطنة منها فندق شانغريلا بر الجصة، فندق أننتارا جبل الأخضر، فندق جاردن مول صلالة ، فندق راديسون بلو صحار ، ولدى الشركات والمؤسسات الخاصة والأفراد. كما أنني لدي مرسمي الخاص بي في مسقط.
متى كانت انطلاقتك في مجال الفن التشكيلي ؟
الإنطلاقة الفعلية أو الإحترافيه كانت في عام 1999 عندما شاركت في المعرض السنوي للجمعية العمانية للفنون التشكيلية وحصولي على جائزة لجنة التحكيم من أول مشاركة لي و بعدها جائزة تقديرية من مملكة البحرين في نفس السنة. و بعدها شاركت في عدة معارض جماعية ومعارض سنوية و أسابيع ثقافية و بينناليات في خارج السلطنة.
لأي الفنون المدرسية تنتمي طاهرة فداء ؟
أنا انتمي إلى اللا مدرسية بمعنى أنني لا أحبذ الإنتماء إلى مدرسة معينة لأن هذه المدارس المعروفة ظهرت في حقبة زمنية معينة و تحت ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية قد تكون السبب الرئيسي لظهورها أنذاك، بالنسبة لي لا تناسبني هذه الظروف مع أني في معظم الأحيان أتجه إلى الأسلوب الرمزي في التعبير لكن بتكوين وإخراج معاصر يناسب هويتي وبلدي وظروفي.
ما الذي يميز أعمالك الفنية ؟
أعمالي دائما مميزة لعدة أسباب منها طريقة تناولي للموضوع و طريقة الإخراج و التلوين. أنا معروفة بحبي للون الأزرق وبالتحديد التركواز حيث أنني استخدمه بكثره، كما أنني معروفة باستخدامي للألوان الشبه الزجاجية البراقة واللامعة وامزج هذه الألوان بنفسي أي بمعنى أني لا اشتريها من السوق بالهيئة التي تبدو فيها على سطح اللوحة . عندما اشتريها تكون مادة خام وأنا اقوم بتجهيزها في الأستديو. أما من ناحية الموضوع فأنا أحب الرموز والحروف من اللغات المختلفة وحاليا أدرس موضوع الأختام القديمة ولغات الكهوف لهذا فأن معظم أعمالي تحمل حروف و رموز لها معنى ومذاق مميز وخاص بها.
لماذا يغلب على أعمالك الألوان الباردة؟
الألوان الباردة لها خاصية ومدلولات منها نفسية والأخرى تكنيكية. بمعنى أنني أتناول اللون البارد لأن المزاجية أو الحالة التي ارسم فيها تتطلب اللون البارد، وعادة أتناولها بشكل عشوائي أي أنني لا أفكر كثيراً في اللون الذي أرغب بوضعه على سطح اللوحة .أما الأسباب التكنيكية فهي تعتمد على أسلوب الفنان الفني و نوع الباليتة اللونية التي يعتمد عليها فهناك فنانين يعتمدون على الألوان الحارة وهكذا يحبذون ، والسبب التكنيكي الأخر هو توازن العمل الفني و مستوى الهرمونيا في العمل الفني.
حدثينا عن أسلوب الكتابة الحروفية الذي انتهجيته في أعمالك؟
في البداية و بالتحديد في عام 1999 لم تكن هناك كتابة حروفية بل كانت مجرد رموز مألوفة مثل أجنحة الفراشات و بتلات الزهور، ومن ثم أصبحت حروف مقطعة . إنتقلت بعدها إلى حروف من لغات قديمة مثل اللغة الأرامية لأنها أساس اللغة العربية (حسب الأبحاث التي قمت بها) واللغة السندية لإنها من اللغات التي أعرفها وأتقنها، وأخيراً منذ عام 2017 أصبحت استخدم لغة الأختام و الرموز من الكهوف القديمة. وحالياً أحاول أن أكوّن لغة خاصة بي تشبة اللغات القديمة التي تعتمد في صياغتها و تكوينها على الرموز المرئية مثل اللغة الهيروغليفية و اللغة الصينية فالحرف فيها عبارة عن رمز مرسوم.
كيف استطعتي التطور في موهبتك ؟ ومن هم أبرز الفنانين الذين تأثرتي بهم ؟
التطور يأتي بالتجربة والممارسة فكلما أعطيت الفن يعطيك. لهذا أنا حريصة جداً بالتواجد في مرسمي كل يوم تقريبا وأن لم يكن للرسم فهو للقراءة والتأمل والإنغراق في الذات .
أبرز المعارض التي شاركت فيها فداء ؟ و أخر معارضك الفنية؟
معارضي الشخصية هي الأبرز لإنها تحكي عني وعن تاريخي ومسيرتي. أما أخر مشاركة لي فكانت في دولة الكويت الشقيقة بمناسبة عيد الإستقلال والتحرير لدولة الكويت بدعوة من الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب (المرسم الحر). كانت فعالية جميلة بتجمع فنانين من دول مجلس التعاون الخليجي وحدث مميز. ولقد أنتجت في الورشة المصاحبة ( لمعرض الفن المعاصر) عمل فني أشاد به الجميع.
أحد معارضك الفنية كان باسم هندسة الروح ، حدثينا عنه وما سبب اختيارك لهذا الأسم ؟
هو أول معرض شخصي لي واخترت هذا الأسم ( هندسة الروح) لإن معظم أعمالي الفنية في هذا المعرض كانت عبارة عن أشكال هندسية وشخوص تتفاعل معاها . كان المعرض مقسم إلى أربعة أقسام وكل قسم يمثل حقبة زمنية معينة بحيث يستطيع المشاهد للمعرض أن يقف على مسيرتي الفنية منذ عام 1999 الى عام 2013 و يطّلع من خلالها على الأساليب التي أنتهجتها وعلى منهجيتي في التطور والإنتقال من مرحلة إلى أخرى.
أبرز التحديات التي واجهتك خلال مسيرتك في مجال الفن التشكيلي ؟
إبراز الذات وإنتهاج الهوية هما أهم التحديات التي واجهتها شخصياً. فالمرأة في منطقتنا تتحمل مسوؤليات كثيرة واستمراها في هواية معينة تتطلب مجهود و وقت وتضحيات كثيرة وأنا سعيدة بأنني كنت قوية ومثابرة لهذا استطعت أن أستمر و أن أكوّن لنفسي اسم وهوية معروفة في داخل السلطنة وخارجها.
طموحات طاهرة فداء ؟
إنشاء جاليري ومعهد يحمل اسمي أقوم فيه بتدريب الأطفال وتعليمهم مادة الرسم أما في الجاليري فانا أرغب في أن أعرض أعمالي الفنية للبيع، وان شاء الله سوف أحقق حلمي و طموحي.
Categories: Home Slider, حوار
