كتبت: رنا علاونة
من ترتدي للمصمم السعودي قاسم القاسم لابد أن تكتسب هالة مشبعة بالسحر والجمال، وتبدو كأميرة هاربة من قصص الحب والخيال، فأقمشته المنسدلة بألوانها الزاهية وتطريزاته الغنية لا تعبر إلا عن نعومة وأنوثة المرأة العربية الخليجية التي تجمع ما بين الثقة بالنفس والحياء في الوقت ذاته، وهذا ما يبدو جلياً في آخر تصميماته لموسم ربيع / صيف ٢٠١٦ .
للتعرف أكثر على وصفته السحرية التي يقدمها للمرأة التي تبحث عن التميز والفخامة والتألق، كان اللقاء التالي …
الأصالة والعصرنة
من هي المرأة التي يصمم لها قاسم القاسم ؟
في الحقيقة أيقونة تصاميمي دائما هي المرأة الخليجية العربية التي تبحث دائما عن كل جديد في عالم الأزياء والموضة، وتطوق إلى التميز حتى تكون أنيقة ومتفردة.
حدثنا أكثر عن مجموعتك لربيع وصيف 2016؟
إن عالم الألوان السحري هو عالمي الخاص الذي أبدع فيه من خلال المزج بين الألوان، فالعمل على الألوان وتركيبها وتناسقها يطفي جمالا فريداً لا يقل أهمية عن جمال التصميم، فكلاهما وجهان لعملة واحدة، لأن مزج الألوان والتصميم يتمم أحدهما الآخر.
كما شكّل التراث العثماني ساهم في إثراء مخيلتي من حيث القصات والألوان المستخدمة في مجموعتي الأخيرة، أما فيما يتعلق بالشغل اليدوي والتطريز فجاء متناغماً مع الذوق العام للمرأة العصرية التي تبحث عن التميز والرقي .
لماذا دائما تحب العودة إلى الحقبات الماضية في تصاميمك ؟
الحقبات الماضية هي تاريخنا وعاداتنا المتوارثة، وهي جزء أساسي في تشكيل هويتنا، وبما أن الجلابية والقفطان يحاكيان تراثنا الغني فإنني أحرص على تقديمهما للعالم الخارجي بشكل عصري، وكأنها لوحة فنية متقنة لا ترغب بإقتنائها إلا المرأة العصرية صاحبة الذوق الرفيع لتتميز في مناسباتها الخاصة.
كيف تمزج الموروث بالمعاصر؟
تجسد دار (شالكي) فكرة مزج الموروث بالمعاصر ابتداءً من اختيار اسم الدار، والشالكي هو نوع راقٍ جداً من الأقمشة الموروثة.
كما أننا نتخصص بتصميم الجلابية العربية ولكن بعد إضفاء اللمسة العصرية لها، لتخرج من قالبها التقليدي وتصبح ملفتة للنظر بشكل ساحر، وأعتقد أني نجحت بفضل الله في ذلك بشكل كبير وإلا ما وصلنا إلى هذه المكانة المرموقة بين دور الأزياء الأخرى على الرغم من تمسكنا بتصميم الأزياء التقليدية الموروثة.
كيف استفدت من الموروث السعودي والخليجي في تصميماتك؟
في الحقيقة استفدت كثيرًا من الموروث السعودي والخليجي لأنه يزخر بتفاصيل جمالية متنوعة، فحضارتنا العريقة ألهمتنا التميز وضرورة الحرص على تطوير الموروث دون المساس بالجوهر، لذلك تعبر تصميماتنا عن جمال الموروث ورقي المعاصر.
نعومة متجددة
تتميز تصميماتك بأقمشتها الناعمة المنسدلة كالحرير والدانتيل، هل تجد هذه الأقمشة أكثر تعبيراً عن أنوثة المرأة؟
عالم الأقمشة والخامات مثير ومتنوع بشكل كبير، ويلعب القماش دوراً بارزاً في إظهار فكرة التصميم التي يرغب المصمم التعبير عنها، وقد استفدت كثيرا من خبرتي في مجال الأقمشة في اختيار نوع القماش المناسب لكل تصميم، بل في أحيان كثيرة أستخدم عدة أنواع من الأقمشة المختلفة ليبدو التصميم أكثر جمالاً وألقاً.
وفي الغالب أحب استخدام الأقمشة الناعمة المنسدلة التي تجعل المرأة أكثر أنوثة ونعومة،مثل: البراسو الكريب والبراسو الشيفون وكذلك الجورجيت والشانتونوالجاكار والدانتيل في بعض الأحيان.
هل تشعر بأنك غيرت في مفهوم الجلابية؟
في الحقيقة نعم . وذلك لأن التغيير والتجديد مطلوب ولكن ما حرصت عليه دائما هو تغيير
مفهوم الجلابية بدون طمس الهوية العريقة للجلابية وللمحافظة على تراثها عمدت إلى عمل خطوط جديدة لتناسب جميع الأعمار والمناسبات.
من أين تستوحي التطريز المستخدم في تصميماتك؟
إن تصميم الجلابيات من أصعب التصميمات على الإطلاق، ولكن عملية تصميمها ممتعة جدا، وبما أن التطريز من التفاصيل الأساسية التي تساعد في إبراز جمالها فإنه يتبع الفكرة والثيمة التي يعبر عنها تصميم الجلابية.
وفي بعض الأحيان نستخدم أحجار ملونة لتزيين القطع المطرزة وذلك حسب هوية المجموعة، فمثلا قمنا بالإستعانة بقواقع بحرية وغيرها من الأحجار لتناسبها مع فكرة مجموعة التصميمات التي تم طرحها في الصيف.
الإنطلاقة
تنحدر من عائلة معروفة في تجارة الأقمشة منذ زمن بعيد، ما الذي دفعك إلى أن تشق طريقك في مجال التصميم؟
فعلا كان والدي–رحمه الله– من كبار تجار الأقمشة في المملكة العربية السعودية، الأمر الذي أثرى تجربتي في مجال التصميم، ولأن عالم الأقمشة غني بالألوان والنقشات فإن ذلك ساهم في تنمية حس الذوق والجمال عندي، فاستطعت التعبير عنه فيما بعد من خلال تصميم الجلابيات التي تعكس بصمتي الخاصة. كما أني استفدت كثيراً من زياراتي المتكررة لمعارض الأقمشة العالمية ودور الأزياء العالمية.
هل جربت الدخول إلى عالم موضة الرجل؟ أيهما برأيك أكثر تعقيداً موضة المرأة أم الرجل؟
أعتقد أن عالم موضة الرجل محدود حيث لا تلعب فيه الألوان دوراً كبيراً، ولا يمكن للمصمم صاحب الموهبة أن يبدع بخياله كثيراً وبالذات في عالمنا الخليجي،حيث يغلب على الرجل ارتداء الزي الخليجي المعروف وبألوان سادة ومحدودة.
ما أبرز مشاركاتك المحلية والعالمية ؟
شاركت في العديد من المحافل العالمية المختصة بالأزياء وكان لنا حضوراً لافتاً في بيروت وروما وميلانو وبيروت وباريس ودبي، حيث قدمنا عروضاً عديدة للأزياء لاقت استحسان واعجاب الكثير من المختصين بالموضة والأزياء.
الوصفة السحرية
لو أردت أن تصف المرأة العربية بكلمات ماذا تقول؟
المراة العربية لا أستطيع أن أصفها بكلمات معدودة لأن لديها الكثير مما يستحق الحديث عنه ووصفه . ولكن بإختصار هي دائما عنوان الأناقة والذوق،وحياؤها يزيدها جمالا ويضفي على التصميم رونقا قلما يوجد في الكثير من نساء العالم.
ما هي نقاط القوة في إطلالة المرأة العربية، برأيك؟
من وجهة نظري لدى المرأة العربية نقاط قوة عديدة منها طلتها المميزة التي تجمع بين الثقة بالذات والحياء في وقت واحد وهي بذلك تختلف تماماً عن باقينساء العالم.
ما هي الوصفة السحرية لأناقة المراة، برأيك؟
إن الوصفة السحرية لأناقة المرأة تختلف من مجتمع لآخر ومن مصمم لآخر، وبالنسبة لي أرى أن الوصفة السحرية لأناقة المرأة تبدأ بثقتها في ذاتها وفيما حباها الله من جمال داخلي، وأن ترتدي ما يناسبها باختيار التصاميم الملائمة لطبيعة جسدها، مع الإلتزام بالبساطة والألوان الهادئة، فكل ذلك يمنحها المزيد من الأناقة، وهذا ما أنصح به المرأة بشكل عام، وامرأة شالكي بشكل خاص.
نحو العالمية
هل أنت مع احتفاظ المرأة الخليجية بالإطلالة التقليدية أم الذهاب مع الإطلالة العصرية؟
أنا أنصح دائما المرأة الخليجية بالاحتفاظ بطلتها التي تميزها وأن لا تقلد أحداً، فلديها ما تفخر به وهذا لا يمنع قطعا متابعة الإطلالات العصرية وأن تاخذ ما يتناسب ويتلائم مع طبيعتها الخليجية.
هل تتبع الصيحات العالمية ؟
نعم بالطبع، لابد أن أتعرف عن كثب كل ما هو جديد في عالم الموضة والأزياء والخامات والألوان والتصاميم لكي أستطيع أن أواكب التغييرات وأقدم تصاميم عصرية تلبي احتياجات وتشبع ذوق المرأة العربية، فأنا هدفي دائما تقديم تراثنا بشكل عصري يتناغم مع كافة دور الأزياء العالمية.
برأيك، هل تغير مفهوم المرأة العربية لعالم الموضة ؟
بالطبع تغير كثيرا وخصوصاً بعد انتشار وسائل التواصل الإجتماعي، حيث تستطيع المرأة العربية أن تتابع كل جديد بسهولة ويسر وبشكل يومي ومستمر، الأمر الذي جعلها أقرب إلى كل حدث وبالتالي يؤثر على مفهومها لعالم الموضة.
ما هي النصيحة التي تسديها إلى أي مصمم أزياء صاعد ؟
أنصح دائما أي مصمم صاعد أن يكون قريباً جداً ومتفهماً جداً لذوق المرأة، وأن يعتمد أكثر على البساطة والنعومة، وأن يبتعد عن التصاميم المعقدة لأني أعتقد أن المرأة بجمالها تضيف إلى أناقة التصميم وتجعله متألقاً أكثر، فإذا كان التصميم مبالغاً فيه سيسلب انتباه العين أكثر ممن ترتديه، وهذا الأمر ليس لصالح لا المصمم ولا المرأة، إضافة إلى أنه يجب أن يصنع له هوية خاصة به وبتصاميمه.
ما هي مشاريعك المستقبلية ؟
من أهم مشاريعي المستقبلية هو التوسع بشكل مدروس في الخليج، ثم فتح معارض بالمدن العالمية المهتمة والشهيرة بالموضة كباريس ولندن وغيرها، أماعلى المستقبل القريب باذن الله فنحن بصدد وضع خطة للتواصل مع العملاء عن طريق البيع في موقع شالكي كيوكيو الإكتروني ليتسنى لعملائنا التسوق بسهولة ويسر في كل وقت ومن أي مكان.
Categories: المجتمع, النصف الآخر
