استطلاع: علياء الجردانية
تسعى المرأة العمانية إلى خوض العديد من المجالات التي تصقل شخصيتها وتنمي مهاراتها وقدراتها، ولاسيما مجال ريادة الأعمال، حيث سعت وبذلت قصارى جهدها حتى تأخد مكاناً بارزاً في دفع عجلة الانتاج الاقتصادي، ولا تقصر بعض الجهات المختصة بإحتضان الإبداعات واستقطابها تحت سقف واحد، إلا أن الأمر لا يخلو من التحديات التي تواجه المرأة في ريادة الأعمال بشكل عام. اقتربت ( المرأة) واستمعت للآراء التالية:
لابد من تشجيع
فوزية بنت حسن اللواتية وهي معلمة متقاعدة-تقول: « المرأة بعد أن تتقاعد من عملها تستطيع أن تبرز مرة أخرى في المجال التي كانت تميل إليه، فمن جهتي شاركت في بعض الفعاليات وكنت عضوة في بعض الفرق والجمعيات، ولدي مشروع (فوز كاردس) والذي يذهب جزء ربحه للأعمال الخيرية، إضافة إلى مشروع آخر والذي خصصته للأعمال الخيرية».
وتكمل: «هناك تحديات تعيق دربنا بشكل عام منها عدم توفر مكان مناسب، وإن توفر فهو ضيق، ناهيك عن الرسوم العالية المفروضة، وهنا لابد من الجهات المختصة أن تجعل الرسوم رمزية، إضافة إلى تكثيف الإعلانات والترويج من قبل وسائل الإعلام كالإذاعة والتلفزيون لتشجيع المرأة، فلابد من تشجعيها وتوجيهها حتى وإن كانت متقاعدة فنريد أن نبرز للمجتمع والمسؤولين بأن المرأة قادرة، وكل ما تحتاج إليه هو التشجيع».
وتضيف: «من وسائل التشجيع هي الترويج للفعاليات والمعارض التي تشارك بها المرأة والإعلانات وتقديم الهدايا وتكريم المجيدات، كذلك تهيئة المكان المناسب لعرض منتجاتها وخدماتها، ومراعاتها في الرسوم، لأن هناك مشاركات ظروفهن المادية صعبة جدا ».
وتختم:«تقدم بعض الجهات جميع أشكال الدعم للمرأة في ريادة الأعمال وتنظم في يوم واحد ولكن هذا لا يكفي لعرض خدماتنا ومنتجاتنا، لذلك نرجو أن يتم تمديد المعارض لثلاثة أيام وتوسعة المكان، وأتمنى لكل امرأة أن تشق طريقها وتبرز دورها في المجتمع تحت ظل قيادة جلالة السلطان قابوس حفظه الله ورعاه».
عدم التقبل
نورة النبهانية-تعمل في مجال التجارة المتنوعة- تعلّق قائلة:«هناك حالة من عدم تقبل ظهور المرأة في عرض تجارتها، الأمر الذي يثبط من عزيمتها وتصبح مترددة ولا تأخذ القرار الصائب لأنها تنتبه لما قيل وقال، وأحيانا تواجه اشكالية مع الأهل الذين يصعب عليهم تقبل هذا الأمر من منطق أنها غير محتاجة، وبالتالي تحتاج المرأة بأن تكون صاحبة عزيمة قوية لتثبت وجودها وتسعى لتحقيق ما تتمناه».
وتشير إلى: « للأسف هناك العديد من المعارض التي تقام وينقصها الإعلانات المسبقة، بهدف الترويج وتشجيع الناس على زيارته دعماً للنساء صاحبات الأعمال الصغيرة».
وتكمل:« في هذه المعارض لابد من المرعاة في الرسوم المفروضة لأن تحقيق البيع فيها غير مضمون، وأحياناً لا تستطيع المرأة أن تسترجع رأس المال الذي دفعته مقابل الطاولة التي تعرض عليها منتوجاتها».
لا يوجد دعم
فخرية ولد وادي تبيع الألعاب التعليمية تقول: « نشكر الجهات المختصة على احتضانها لإبداعات ومشاريع المرأة العمانية، ولكن هناك بعض التحديات التي تواجهها مثل: ضعف الإقبال وقلة الزبائن، ولعل ضعف التسويق هو سبب في عدم اقبال الزبائن، كذلك هناك عامل الوقت والذي أجده غير مناسب نظرا لإنشغال الناس بأعمالهم، وعدم تمكنهم من القدوم بسبب مشاغلهم، ونتمنى أن يتم يمدد المعارض المختصة بدعم وتشجيع المرأة لأيام حتى يتمكن الزوار من التعرف على منتجاتنا وخدماتنا».
وتكمل عن التحديات التي تواجهها بشكل عام:«هناك أناس من بلدتي لا يقبلون على بضاعتي ويفضلون شرائها من أماكن أخرى والتي عادة ما يكون سعرها أغلى من السعر الذي أبيع به، فلا أدري هل لأنهم لا يرغبون بتشجيعنا أو لأسباب أخرى أجهلها! فأغلب الزبائن يأتونني من الخارج».
وتؤكد: « لا يوجد دعم من قبل الجهات الداعمة للمشاريع، فأنا حاصلة على تقاعد صحي مبكر من احدى الشركات، وعند محاولتي للحصول على الدعم تكون الإجابة أنني لا أستحق الدعم بحكم وجود مرتب بسيط أستلمه من التقاعد».
عدم وجود تسويق
عزة الجهضمية لها مشروع في فن الديكوباج والأعمال اليدوية-تقول: « ضعف التسويق من أهم التحديات التي تعيق المشاريع مما يؤدي إلى ضعف الإقبال من قبل الأشخاص”.
وتكمل:” أوجه كلمة للمرأة العمانية لابد أن تبدع في أي شيء حتى لو كان بسيطاً، فتعبر عن موهبتها ، وتوجد فرصة قد تتحول إلى مصدر دخل لأسرتها مثل: الخياطة والأشغال اليدوية».
وتضيف: « هناك مشكلة في التكاليف، حيث أن المشاركة في بعض المعارض تتطلب دفع رسوم عالية خاصة بالنسبة للنساء اللاتي يعملن في بيوتهن، وأحياناً يفتقرن إلى إمكانية دفع مثل هذا المبلغ، ومثال على ذلك المعرض الذي تم تنظيمه مؤخراً وكانت تكلفة المشاركة به 500 ريال للإيجار، علماً بأن البضاعة المعروضة لا تصل قيمتها إلى هذا الحد، فهو أمر غير معقول، لذلك لابد من مراعاة النساء العاملات في بيوتهن».
معارض غالية الثمن
حنان الرئيسية تعمل في مجال توزيعات الحلويات-تتحدث عن تجربتها وتقول: « عدم تفرغي للمشروع يعتبر من التحديات التي أواجهها فلم يكن أحد يعلم بمشروعنا إلا عندما شاركت في احدى المعارض فزاد الإقبال عليه».
وتوضح: « هناك جهات دائما ما ترسل لنا الإعلانات والدعوات للمشاركة في المعارض بهدف تعريف الناس بأعمالنا، ولكن الدعاية لا تكفي، لأننا نحتاج دعاية أوسع ولمدة أطول، وأتمنى من الجهات المعنية أن تساعد أصحاب المشاريع الصغيرة وتقدم لهم الدعم والإهتمام الذي تحتاجه لتصبح مشاريع ناجحة».