تحقيق: علياء الجردانية
انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من الأمراض الوراثية من بينها أمراض الدم، الأمر الذي جعل جميع أفراد الأسرة بأسرها تعاني خاصة عندما يتعلق الأمر بالعلاج والعناية بالمريض إضافة إلى تكلفته المتزايدة. ولتخفيض نسبة الأطفال المعرضين للإصابة بالأمراض الوراثية تم إقرار بضرورة الخضوع (لفحص ما قبل الزواج) تجنباً للأمراض الوراثية المحتملة في المستقبل، وبالرغم من بعض النتائج الإيجابية التي تحققت إلا هناك فئة من المجتمع ما زالت ترفض إجراءه تقليلاً من أهميته وتجاهلاً لدوافعه، ومن جهة أخرى هناك فئة وصلت إلى مرحلة من الوعي تحرص فيها على إجراء هذا الفحص إيماناً منها بأنه يساعد الأسرة الحصول على حياة صحية وسعيدة في المستقبل. لماذا هذا الإنقسام حول هذا الإجراء؟ حاولت ( المرأة ) الإجابة عن هذا السؤال من خلال التحقيق التالي:
في أحيان كثيرة، يساهم فحص ما قبل الزواج في اختصار الوقت العصيب الذي قد يواجهه كل من شاب وشابة يريدان أن يقبلا على مرحلة جديدة من حياتهما، وهي الإستقلال بتكوين أسرة صغيرة تخصهما، وهذا ما شعرت به أم عبد الملك عندما كانت بزيارة لبنك الدم، حيث تقول: «التقيت بشابة صغيرة برفقة خطيبها والذي كان يستخدم كرسيا متحركاً، وكانا ينتظران نتيجة فحص قد أجرياه قبل أن يتمما الزواج، ولكن النتيجة لم تكن لصالحهما فبدت عليهما بشكل واضح علامات الضيق والحزن الشديد لأن هذا الأمر يستلزم انفصالهما في هذه المرحلة المبكرة، لأنهما أيقنا أن هذه المشاعر حتماً ستضاعف عندما يرزقان بأبناء غير أصحاء».
ولكن الأمر مختلف مع أم باسم التي سردت لنا قصتها: «تزوجت ابن عمتي وكان عمري 19 سنة أما زوجي فكان يبلغ من العمر 20 سنة، لم نكن نتصور يوما بأننا سننجب أبناء غير أصحاء، وعندما تزوجنا لم يكن مفهوم فحص ما قبل الزواج منتشرا بهذا الشكل، وعندما أنجبت طفلي الأول تبين لنا أن عنده فتحة في القلب، الأمر الذي دفعنا إلى السفر للخارج للعلاج، وبعد 4 سنوات قررت أن أحمل بطفلي الثاني، وأثناء الحمل اكتشفنا أن لديه تشوه خلقي وهو وجود فتحة في حنكه، وعند البحث عن الأسباب تبين أن تضارب في فصائل الدم بيني وبين زوجي بسبب صلة القرابة قد يحدث مثل هذه المشاكل الصحية».
لا يعيره اهتمام
أم وسن مقتنعة بالفكرة ولكنها لا تعيرها الإهتمام المطلوب فتقول:«عندما تزوجت لم نخضع لفحص ما قبل الزواج، بسبب عدم التفرغ لمثل هذا الموضوع رغم أني مقتنعة بشكل كبير بالفكرة، فهي ضرورية لأي شخصين مقبلين على الزواج، وأنا أعترف بالتقصير حول هذا الموضوع، وهذا ما يتكرر مع معظم الناس فالمجتمع متقبل للفكرة ولكن لا يعيرها أي اهتمام».
ثقافة الزوجين
أما مروة الحبسية فتعلق : « إن زوجي هو من طلب مني بضرورة إجراء فحص ما قبل الزواج، لذلك الأمر يعتمد اعتمادا كليا على ثقافة الزوجين، كما أنه لا يوجد هناك أي سبب يدعو إلى التخوف من إجرائه، وعندما يتم إنجاب ـ لا سمح الله ـ أطفال حاملين أمراضاً وراثية فإن اللوم يلقى على الزوجين، لأنهما أدرى بالتاريخ الطبي الخاص بعائلة كل منهما حول وجود مرض وراثي ما، عندها الوقاية خير من العلاج».
الفحص والخجل
يوسف بن سعيد المنذري يقول:« لم يخطر ببالي أن أقوم بالفحص رغم أنني متيقن تماماً بضرورته وأهميته في الحد من انتشار بعض الأمراض الوراثية وتجنب المشاكل التي قد تظهر مستقبلا، إضافة إلى نشر الوعي الخاص بمفهوم الزواج الصحي الشامل».
ويكمل:« فالمجتمع لا يزال غير متقبل لهذه الفكرة ولعل أبرز الأسباب هي قلة الوعي، فالبعض لا يعي مدى أهمية الفحص في اكتشاف بعض أمراض الدم الوراثية، والبعض الآخر لا يكثرت بهذا الفحص لأنه يكتفي بشعوره هو بأنه سليم صحيا وليس بحاجة للتوجيه وإجراء الفحوصات، وأعتقد أن على الجهات المسؤولة تنويع أساليب الوعي والإبتعاد عن طرق التوعية التقليدية التي باتت مملة ولا يلتفت لها أحد».
ويختم:«لكي نساهم في تقليص المصابين بأمراض الدم الوراثية يجب علينا التوجه لإجراء الفحص والتخلص من صفة الخجل ».
قلة الوعي
وتقول أم إلياس: «رغم أن مفهوم فحص ما قبل الزواج لم يكن شائعاً إلا أني لم أجد سبباً يمنعني من إجرائه، فهو بكل تأكيد إجراء هام جدا لتدارك إنجاب أطفال قد يكونون مصابين بأمراض وراثية، وبإعتقادي أن المجتمع لا يتقبل الفكرة بسبب عدم وجود الوعي الكافي بأهميته في انقاذ أجيال كاملة لتكون خالية من الأمراض».
شروط الفحص
أما أبو عزان فإنه يقول:« لم أجد أية ضرورة لإجراء أية فحوصات قبل الزواج لأنني تزوجت من عائلة لا توجد بها أمراض وراثية، وكذلك عائلتي ولله الحمد».
ويكمل:« بدأ المجتمع يتقبل الفكرة على مضض ربما عندما ازدادت نسبة الأمراض الوراثية التي رافقتها معاناة قاسية نالت من أفراد الأسرة، لذلك أنصح الفتيات المقبلات على الزواج أن يشترطن على الخاطب الخضوع لفحوصات ما قبل الزواج ولا يندفعن وراء عواطفهن والموافقة على الزواج بدونه».
مهم جدا
وبالحديث عن دور الفتيات في تفعيل أهمية فحص ما قبل الزواج تتحدث زينب الوحشية عن تجربتها وتقول:«عملت فحص ما قبل الزواج رغبة مني لتحقيق الإنسجام الإجتماعي والصحي والنفسي بيني وبين شريك حياتي، فالفحص يكون بموافقة كلا الطرفين خصوصا إذا كان الزواج بين الأقارب من الدرجة الأولى، حتى يتم التأكد من انعدام احتمال إصابة الأبناء بأية أمراض وراثية، والتي في دائما ما يكون تأثيرها مأساوياً سواء على الطفل نفسه أو الأبوين، إضافة إلى المبالغ التي تصرف في العلاج، خصوصا إذا كانت الأمراض (الأنيميا، الثلاسيميا والكبد الوبائي)، أما أمراض السكري فمن وجهة نظري قد يكون تأثيرها أقل لذلك لا مانع من الزواج مع ضرورة الإنتباه إلى نصائح الأطباء في هذا الشأن».
وتكمل قائلة : « تخوف بعض الأزواج يعتبر في غير محله لأن هذا الفحص قد يكون مفيداً في تفادي العديد من المشاكل الصحية والإجتماعية والمستقبلية بين الزوج وزوجته فإذا رفض أحدهما هذا الفحص مع علمه بوجود مرض وراثي في العائلة فإنه سيعاني مستقبلا من الأمراض الوراثية التي ستصيب أطفاله لا سمح الله» .
وتضيف بقولها: « أحياناً يكون رفض إجراء الفحص من قبل العائلات التي ما زالت متمسكة بالعادات والتقاليد التي تنص على تزويج الإبن لإبنة عمه، ولا يجب أن يكون هناك أي عائق قد يمنع إتمام مثل هذا الزواج، فضلاً عن اعتقادهم بأن كل شيء قضاء وقدر وأن هذا من أثر التكنولوجيا الطاغية على أبناء هذا الجيل، بل قد يصل الأمر إلى أن يتم الظن بالطرف الذي أصر على إجراء هذا الفحص بأنه لا يرغب بالطرف الثاني شريكا له لذلك يريد أن يرفض بسبب عيب في الطرف الثاني».
وتختم قائلة: «قال الله تعالى:( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ) صدق الله العظيم ، إن الدين الحنيف وضع قوانين وضوابط لبناء أسرة سليمة وتحقيق سعادة زوجية والأخذ بالأسباب لعدم حدوث أية نتائج سلبية، فهذا شيء واجب علينا للإطمئنان على مستقبل الأبناء ومستقبل العائلة».
عدم تقبل الفكرة
أم رغد تتحدث قائلة: « لم أجرؤ على إجراء مثل هذه الفحوصات بسبب عدم تقبل المجتمع للفكرة، رغم أني مقتنعة بشكل كامل بأنه مفيد جدا حيث أنه يجنب أبناءنا من تعرضهم للأمراض الوراثية، فهو كضمانة للأسرة بأن يتمتع الأطفال بصحة جيدة في المستقبل» .
تأمين الصحة
أم سعود تضيف بقولها:« لم أقم بعمل الفحص لأني لم أكن واعية بأهمية مثل هذه الفحوصات، وقد ازداد وعيي بالأمر من خلال تتبعي لكل المعلومات الواردة في شبكات التواصل الإجتماعي حول مختلف الأمراض الوراثية والتي ينقلها الزواج ما بين الأقارب، الأمر الذي جعلني أن أحرص على إجراء الفحوصات حتى بعد إتمام الزواج، وأنا أنصح كل فتاة مقبلة للزواج بأن تقوم بفحوصات ما قبل الزواج لأنه يساهم مساهمة حقيقية في تأمين صحة وسلامة الأسرة ويؤدي إلى اكتشاف الأمراض التي يصعب علاجها قبل الزواج».
الأطفال هم الضحية
هدى بنت سعيد القرنية تعلق بقولها:« لم أفكر في عمل فحص ما قبل الزواج، وللأسف الشديد ما زال هناك الكثير من الأفراد غير المتقبلين لفكرة الفحص، والرفض يأتي غالبا من قبل أهل الزوج أو الزوجة، ومن رأيي الشخصي الفحص الطبي مهم لتجنب الكثير من المشاكل التي قد يقع فيها الزوجين وتؤدي إلى الإنفصال بعد فوات الأوان، وكذلك يكون هناك أطفال يعتبرون ضحية هذا الزواج من تشتت أسري أو أمراض وراثية».
وتختم قائلة :«أتمنى توعية مجتمعنا بأهمية الفحص ما قبل الزواج وتكثيف الإرشادات بخصوص هذا الجانب بوسائل التواصل المختلفة».
لا مانع
(م.ح) وهو شاب مقبل على الزواج يقول:«إذا كان في الأمر فائدة للحياة الزوجية في المستقبل فلا مانع من عمل الفحوصات الطبية، فصحيح أن الصحة والعافية بيد الله تعالى، ولكن يجب الأخذ بالأسباب والأمراض الوراثية موجودة ولا يجوز انكارها ويجب الإهتمام بهذا الجانب» .
رأي الدين الإسلامي
ما حكم إجراء الفحوصات الطبية على الزوجين قبل الزواج للتأكد من سلامتهما من الأمراض الوراثية؟
لا أجد داعيا إلى هذا الأمر إن لم تكن هنالك ريبة، وإنما على الإنسان أن يتوكل على ربه سبحانه وتعالى، وما قدره الله تعالى لا بد أن يكون، وإن كانت هنالك ريبة ويخشى أن تترتب عليها مضرة في الزوجة أو النسل فلا حرج في إجراء الفحوص والله تعالى أعلم.
من كتاب فتاوى النكاح لسماحة الشيخ أحمد الخليلي المفتي العام للسلطنة، صفحة 213 الكتاب الثاني، الطبعة الأولى (محرم 1423هـ – مارس 2002م).
………………………..
رأي علم النفس
فخرية بنت خميس بن سيف الحسنية وهي أخصائية نفسية تتحدث عما إذا كان هناك تخوف من إجراء الفحص:«برأي ليس الخوف هو السبب في عدم رغبتهم بإجراء فحص ما قبل الزواج، لأن نتائج الفحص لا تلزمهم بترك فكرة الزواج إذا ظهرت نتائجه في غير صالح الأبناء فلهم حرية الإختيار، ولكن إجراء الفحص ما قبل الزواج لازالت فكرة جديدة على المجتمع وغير شائعة حتى يبادر كل المقبلين على الزواج إلى تنفيذها، لذلك قد يتبادر إلى أذهان الكثير منهم أن مثل هذه الفحوصات ليس مهمة فهناك الكثير من تزوجوا ولم يخضعوا لأية فحوصات، وقد يقول آخرون الفحص أمر ليس مهما بالنسبة لنا ونحن نرضى بما سيقدره الله لنا ونتحمل نتائجه، بل أن هناك من يرى أن الفحص الطبي قبل الزواج أمرًا ينقص من قدرهم وهيبتهم لو ظهرت نتائجه غير مرضية، أما أن يكون الخوف هو الرادع الوحيد فأنا لا أرى ذلك واقعيا، وما ذكرته هنا هو ما التمسته في مستوى محيطي الضيق».
وتكمل بقولها: «الميل العاطفي بين الطرفين أمر طبيعي بل لابد منه من وجهة نظري، لكون المشاعر محرك للإنسان يدفعه للتقدير والإهتمام بما يميل نحوه ،غير أن هذا الميل لا يتعارض مع وجود اهتمام بالجوانب الأخرى ومن بينها الصحي، وبالتالي إذا كان الطرفين يميلان عاطفيا لبعضهما فبامكانهما أيضا أن يوثقا ذلك الميل والإهتمام بإجراء الفحص الطبي ما قبل الزواج، لأنه كما أشرت في كلامي أعلاه أن نتائج الفحص لا تلزم بترك فكرة الزواج لو ظهرت النتائج غير مرضية لمصلحة الأبناء ولكنها فقط تبصرهما بما سيؤل إليه حال أبنائهما الصحي وعليه يكونا متأهبين ومتأهلين لذلك ومتحملين لظروف تلك النتائج لو قررا مواصلة مشوار زواجهما».
وتضيف قائلة: «حين يرفض المقبلين على الزواج إجراء الفحص الطبي بحجة أنهما يحبان بعضهما، فهذا يدل على عدم وعيهما بحقيقة أن الفحص لا يتعارض ذلك الحب إطلاقا، بل العكس تماما، فحين تكون نتائجه مرضية سيدخلان الحياة الزوجية بقلب مطمئن إلى حد كبير على صحة أبنائهما، أما لو أن النتائج ظهرت في غير ذلك فهنا كذلك سيحددان وجود الحب الذي بينهما ماذا سيفعلان؟ ،هل سيستمران في المشروع الزواجي ويتحملان من الناحية النفسية والإجتماعية والمالية ما سيحدث لصحة أبنائهم القادمين إليهم مستقبلا من مشكلات وأمراض صحية؟ أم أنهما سيقرران عدم إكمال مشروع زواجهما؟ ، لأنه حتى وقتنا هذا لا يوجد قانون يلزم بالفحص هذا عوضا عن قانون يمنع الزواج في حال كان استمراره فيه ضرر صحي على الأبناء».
وتؤكد: « إن الفحص الطبي ما قبل الزواج حاله كحال أية ظاهرة جديدة تدخل إلى المجتمع لا تجد التأييد الكبير إلا بعد مرور سنوات من نشر الوعي لأهميته ودوره في تحقيق الاستقرار المجتمعي على جميع الأصعدة، فعلى سبيل المثال نذكر ثقافة المباعدة بين الولادات كانت فكرة مستهجنة وغير مقبولة في بداية نشرها، و لكن مع استمرار التوعية بشأنها تغير الحال في المجتمع فأصبحت ظاهرة طبيعية، بل إن النساء هن من ينصحن بعضهن البعض من دون تدخل مختصين».
وتختم:«إن استمرار التوعية في طبيعة هذا الفحص وأهميته بالنسبة للفرد والمجتمع مع تدعيم تلك الحملات التوعوية بالإحصاءات والدراسات العلمية، كل ذلك من شأنه أن يحقق التغير المطلوب نحو تقبل فكرة إجراء الفحص الطبي قبل الزواج، فهناك حملات توعوية تقوم بها وزارة التنمية الإجتماعية من خلال برنامج الإرشاد الزواجي للمقبلين على الزواج حريصة على التطرق إلى الفحص الطبي ما قبل الزواج وأهميته للمجتمع».
رأي الطب
د.عايدة الجردانية- وهي طبيب عام- تقول: « إن الفحص ما قبل الزواج لا يعنى بكافة الأمراض الوراثية وإنما ببعض أمراض الدم الوراثية المنتشرة في السلطنة، وإلى الآن لا يوجد قانون في السلطنة يوجب المقبلين على الزواج بإجراء أي فحص، ولكن ما يتوفر حاليا في المراكز الصحية هو فحص يشمل بعض أمراض الدم الوراثية».
وتكمل عن الخطوات التي لابد أن يتبعها الأفراد بقولها:« بإمكان أي شخص مقبل على الزواج أن يتوجه لأي من مراكز الصحة الأولية وتعبئة استمارة فحوصات قبل الزواج، حيث يقوم الطبيب بأخذ بعض المعلومات من المراجع وأخذ توقيع المراجع على موافقته بسحب عينة دم لإجراء الفحوصات، فالفحص يتم عمله في جميع مراكز الصحة الأولية بالسلطنة».
وتضيف عن الفحوصات:« الفحوصات عبارة عن فحص دم للكشف عن بعض أمراض الدم الوراثية ومعرفة نسبة الهموجلوبين والحديد في الدم، ويتم الحصول على النتائج خلال مدة تتراوح بين أسبوع إلى عشرة أيام».
وعن أبرز الأمراض التي تستلزم العمل لتخفيض نسبة الإصابة بها تقول: « إن أمراض الدم الوراثية تعتبر الأكثر انتشاراً منها مرض نقص الخميرة بنسبة 17.9%، وفقر الدم المنجلي ويبلغ عدد حاملي المرض 6% ونسبه المصابين 2%، وثلاسيميا الدم تبلغ نسبة حاملي بيتا ثلاسيميا 2% أما عدد المرضى فأقل من 1%».
وتتحدث قائلة: « الفحص ما قبل الزواج لا يحدد احتمالية الإصابة بالإعاقات، إلا في حالة وجود تشوهات خلقية متكررة لدى الأبناء ويتم عمل الفحص بحيث يكون أكثر شمولية ودقة لدراسة الجينات».
وتضيف:«للأسف لا يوجد إقبال من المجتمع لإجراء الفحص، إذ أنه إذا قام الطرفين بإجراء الفحص قد يتجنبون الأمراض الوراثية مستقبلا، فعندما يقوم الطرفان بإجراء الفحص ووجدت مشكلة صحية فسيتم مناقشتهما بتفاصيل المرض واحتمالية إصابة الأبناء به ولهم في النهاية القرار بإتمام إجراءات الزواج أم لا».
وتختم: « دائما يقال الوقاية خير من العلاج وإجراء الفحص يعتبر خطوة أولى للوقاية من بعض أمراض الدم الوراثية».
……
احصائيات
فقر الدم المنجلي
حسب آخر دراسة ميدانية في عمان تبلغ نسبة حاملي المرض 6% من الأطفال دون سن الخامسة بينما تبلغ نسبة المرضى 2% ويكثر في شمال الشرقية والداخلية ومسقط وجنوب الباطنة ومسندم.
نقص الخميرة
وحسب آخر دراسة أجريت في السلطنة لوحظ انتشار المرض بنسبة 17,9% بين الأطفال دون الخامسة من العمر (25% بين الأولاد الذكور و10% بين البنات).
ثلاسيميا
تبلغ نسبة حاملي مرض بيتا ثلاسيميا في السلطنة حوالي 2% من إجمالي المواطنين، بينما تبلغ نسبة المرضى 0,07% من المواطنين ويكثر في منطقة شمال الباطنة ومحافظة مسقط ومحافظة الداخلية وتبلغ نسبة حاملي ألفا ثلاسيميا 40% بين المواطنين.
نصائح
من النصائح التي نشرت في كتيب(توارثات أمراض الدم) و(فقر الدم المنجلي) والذي نشرته دائرة التثقيف والإعلام الصحي، ومن إعداد الدكتورة نجوى البنا- رئيس قسم أمراض الدم والأورام للأطفال بالمستشفى السلطاني-
عند الإقدام على الزواج يفضل أن يجري الطرف الآخر فحص دم لمعرفة إذا كان يحمل نفس المرض أم لا.
أهمية معرفة حامل مرض(فقر الدم المنجلي) تمكن من إعطاء المشورة المناسبة له خاصة وأن هناك الآن دعوة جادة لإجراء الفحوصات المختلفة قبل الزواج، وتقديم الإستشارة الوراثية اللازمة وأيضا فحص دم المواليد مبكرا لمعرفة إذا كانوا حاملين للمرض حتى يسهل ترتيب متابعتهم.
يجب أن تدرك الأسرة كيفية وراثة مرض الثلاسيميا، لأن الوقاية منه تكون بالفحص قبل الزاوج لمعرفة إذا كان الشخص حاملا للمرض حتى يتجنب الزواج من شخص آخر حامل للمرض أو مصاب به.
الفحص قبل الزواج هو خير وسيلة لتجنب أمراض الدم الوراثية.