يعيش يحيى البلوشي في أقصى شمال السلطنة في ولاية شناص، وهو مازال طالباً يدرس تخصص علم نفس في كلية مزون الجامعية، التي انتقل إليها بعد أن حصل على دبلوم في تخصص الهندسة الكهربائية من الكلية التقنية، لأنه أيقن رغبته الشديدة بتعلم علم النفس وممارسته بعد التخرج. وفي الوقت ذاته، يعمل كرئيس تنفيذي لمؤسسة أنشأها بنفسه “رواد المعرفة”، وهي مؤسسة متخصصة بتنظيم البرامج والأنشطة الثقافية والعلمية والتربوية. أنكك ايمانا مني بأن العمل الحر هو ما يدفعني لأعلى طاقات الإبداع والإنجاز، فقد قررت الشروع في عملي الخاص، مستفيداً من الخبرة التي اكتسبتها أثناء دراستي الجامعية في تنظيم الفعاليات والملتقيات الثقافية والعلمية، وقمت بإنشاء مؤسسة خاصة بتنظيم البرامج والأنشطة الثقافية والعلمية والتربية، وتقييم الملتقيات والمنتديات والمؤتمرات المختلفة، إسهاماً في رقي المجتمع وتقدمه، فجاءت الباكورة بإنشاء مؤسسة «رواد المعرفة». لماذا أطلقت على المشروع اسم «رواد المعرفة»؟ إن اسم «رواد المعرفة» يرمز إلى أمرين هامين: الريادة والصدارة، والمعرفة بمفهومها الشامل. وهذا ما ينطبق على عملنا كوننا نسعى بأن نكون رواد نشر المعرفة في مجتمعنا العُماني بإذن الله.
مؤخرًا قامت «رواد المعرفة» بتنفيذ فعالية عن الأيام الثقافية الأولى والتي أقيمت في شمال الباطنة، حدثنا عنها؟ كانت هي أولى البرامج الثقافية المجتمعية التي انطلقت بها مؤسسة «رواد المعرفة»، حيث أقيمت فعاليات هذه الأيام في محافظة شمال الباطنة تحت عنوان (نجتمع على الخير). ويهدف الملتقى إلى المساهمة في النهوض بالحركة الثقافية في المنطقة وإثراء المجتمع بمجموعة فعاليات مختلفة في شتى المجالات الثقافية والعلمية والتربوية،حيث يشرف على تنظيم هذه الفعاليات ثلة من شباب عمان الواعد الذي يسعى إلى بناء مجتمع واعٍ ومثقف جنباً إلى جنب مع المؤسسات الحكومية والخاصة. أبرز التحديات التي واجهتها قبل وأثناء فعالية الأيام الثقافية؟ الدعم المادي واقناع الجهات الداعمة بجدوى البرنامج خاصة وأنه في نسخته الأولى كان من أبرز التحديات التي واجهتها، كما أن توقيت الملتقى كان في شهر يونيو وهو توقيت نهاية العام الدراسي في المدارس والكليات والجامعات، إضافة إلى أن إقامة الفعاليات في ولايات مختلفة في الوقت نفسه، ومع المحافظة على الجودة المطلوبة، قد شكّل تحدياً كبيراً جداً، وخاصة مع وجود أعضاء كثر ضمن فريق العمل المشارك.
ما الذي يطمح له يحيى؟ أن تكون مؤسسة رواد المعرفة هي الرائدة في السلطنة في مجال تنظيم الملتقيات والمنتديات والمؤتمرات في المجال التربوي والثقافي وما يخص التوجيه المجتمعي. نصيحة توجهها للشباب العماني؟ استغلال فترة الشباب ـ ما بين عمر ١٨ إلى ٣٠ سنة ـ في اكتساب المعرفة والتعلم، وتحقيق الانجازات المجتمعة، لأن هذه الفترة العمرية يتمتع فيها الشاب بالصحة والنشاط اللازمة لتفريغ كل طاقاته الابداعية. كما أني أنصح بنقل العمل الشبابي المجتمعي والعمل التنموي إلى عمل مؤسسي منظم للوصول إلى الاحترافية والتميز، وذلك من خلال استنساخ التجارب الرائدة في المجتمعات الأخرى إلى مجتمعنا لتكون الإستفادة أعم وأشمل. |
Categories: النصف الآخر