سعيد اليزيدي انسان بسيط، يحاكي ذكريات طفولته في النحت ، بدأت كهواية ينشغل بها بعد تقاعده من العمل، ولكنها تحولت إلى شغف يرغب بنشره بين كل من يعشق التراث العماني الأصيل، السطور التالية تتحدث عن قصة شغفه كيف بدأت…
أثناء مرحلة التقاعد عن العمل يشعر الفرد بفراغ كبير مقارنة بحياته السابقة التي كانت تشغلها الوظيفة ومهام العمل، لذلك حاول سعيد اليزيدي أن يعبر عن مكنونات روحه بالرسم، ولكنه لم يجد ذاته في هذه الهواية، الأمر الذي ساقه إلى ما هو أكثر فرادة وتميزاً وهو النحت ، وعن هذا الأمر يتحدث سعيد قائلا: «بعد اكتشافي لعجينة الخشب والتي تتكون من خامات متوفرة في البيئة، وهي عبارة عن بودرة خشب كرب النخيل، مضافاً إليها صمغ الخشب، تغيرت حياتي وأصبحت منشغلاً طوال الوقت بالعمل في النحت»
كان سعيد من المحظوظين لأنه لم يواجه أية صعوبات تذكر، بل وجد دعماً كبيراً من أبنائه الذي قدموا له كل الدعم في بداية مشواره، كما حرص المسؤلون في صالة التراث العماني على تسويق جميع أعماله الفنية ليتم عرضها للبيع على السواح، وفي هذا الصدد يقول سعيد: «أستطيع أن أقول أن جميع معارضي السابقة قد نالت استحسان الزوار، وقد رأيت ابتسامة الرضا على وجوههم».
من الملاحظ في أعمال اليزيدي هي وجود تماثيل تجسد المرأة العمانية بزيها العماني وممارستها لبعض الحرف التقليدية، حيث أشار سعيد إلى أن المرأة هي الأم والأخت والزوجة والإبنة، وهي التي ربت هذا الجيل في وقت كانت فيه الحياة صعبة جدا على عكس ما هي عليه الآن، وبالنسبة للوجوه فهي وجوه عربية عمانية استلهم ملامحها من ذكريات طفولته.
تثير منحوتات اليزيدي مشاعر الحنين للماضي خاصة لدى النساء اللاتي عايشن الفترة التي كانت فيها المرأة تمارس كل أنواع الحرف كنمط حياتي سائد بين العائلات العمانية، ويظهر هذا الأمر جليا في كلام اليزيدي عندما قال: «يسعدني عندما تستوقف منحوتاتي النساء اللاتي عايشن هذه الفترة، فيبدأن يتحدثن عن التفاصيل الحياتية التي تجسدها كل منحوتة، وما تعبر عنه من موروث حضاري أصيل، أما الشباب فعادة ما يسألون عن مكونات كل قطعة والفترة التي يستغرق لانجازها إضافة إلى السعر، ولكن أجمل ما في الأمر الدهشة التي أجدها مرسومة على وجه الأطفال».
لقد شارك اليزيدي في معارض مهمة وكثيرة تم تنظيمها في مسقط وابراء منذ 2004 وحتى اليوم، إضافة إلى معرض في البريمي وآخر في صور، كما شارك في مهرجان مسقط من خلال الدورات وورشات العمل كان آخرها في هذا العام بحديقة النسيم، وأيضاً شارك في الولايات المتحدة الامريكية ببعض أعماله تحت مظلة صالة التراث العماني، ومع الهيئة العامة للحرفيين في فرنسا، وأخيرا قام بعمل ثلاثة مجسمات برونامية عن القرية العمانية (الزاجرة والرقصات الشعبية) في بيت الاسلام بمتحف الديانات بمدينة نايمن خن بمملكة هولندا.
وعند الحديث عن المستقبل يقول اليزيدي: « أتمنى أن تعرض هذه المنحوتات والتماثيل في المتحف الوطني العماني عند افتتاحه». ويضيف:« كما أني في الفترة القادمة سأتفرغ لتسويق التحف التراثية الصغيرة لصالة التراث العماني».
Categories: المجتمع, النصف الآخر