استطلاع

في خطوة نحو تحقيق الطموح والاستقلال المادي

في خطوة نحو تحقيق الطموح والاستقلال المادي

 رائدات أعمال ينطلقن بمشاريع خاصة

 

إعداد: أميرة الشكيلية، رضية الهاشمية

من الجميل جدا أن يتجه أبناء الوطن إلى مشاريع خاصة يعتمدون  فيها على أنفسهم في بناء حياتهم المادية دون المكوث طويلاً في البحث عن فرصة عمل في القطاعات المختلفة في الدولة. ولقد أثبتت تجارب العمانيين قدرتهم بالفعل على الإنتاج والتميز فيه. وهذا التوجه يدفع بالمجتمع بالتحول من مجتمع مستهلك إلى مجتمع منتج بسواعد أبنائه العظماء..المرأة العمانية كانت حاضرة في كل الميادين وها هي اليوم تنطلق من بيتها أو متجرها الخاص بأفكار لمشاريع مبتكرة وذات جودة عالية.. مجلة المرأة تلتقي هنا ببعض النساء العمانيات اللاتي كانت لهن بصمة واضحة في مجال ريادة الأعمال بتدشين مشاريع خاصة انطلقن بدافع الشغف وتحقيق الاستقلال المادي.

IMG_4851

وسن المسرورية

صاحبة براند ناز

وكما التقينا أيضاً برائدة الأعمال وسن المسرورية وهي طالبة تدرس التسويق تبلغ من العمر ٢٢ سنة .صاحبة براند ناز لديها خط للعطور وأيضا لتصميم الأزياء، حاصلة على شهادة إكمال دورة تدريبية من منظمة المرأة العربية سنة 2019 ، مؤمنه بأن تصميم الأزياء شكل من أشكال الفن . بدأ شغفها في تصميم العبايات سنة ٢٠١٨ و بعدها اكتشفت شغفها وحبها في مجال العطور وبدأت في فترة كورونا سنة ٢٠٢٠ بإصدار عطر ناز وبخور عود ناز. دخولها في مجال الأعمال غير شخصيتها وطريقة تفكيرها فهي طموحة وتسعى للتغيير والتجديد دائما. 

تحكي لنا وسن بداية انطلاقة مشروعها الخاص فتقول: بدأت في سنة ٢٠١٨ عندما كنت في سنتي الدراسية الجامعية الأولى ، كان هناك تشجيع من أهلي وصديقاتي وبدأنا في تجارة العبايات وكانت إبنة خالتي تساعدني فيه وكنا نوزع الأعمال فيما بيننا والحمد لله خلال فترة بسيطة كسبنا قاعدة من الزبائن في السلطنة والدول المجاورة كالإمارات وقطر والسعودية. وبعدها قررت إنتاج عطر كلاسيكي يمثل شخصيتي  بأسم ناز نظرا لإعجاب الزبائن الشديد برائحة عطر طلبيات العباءات عند استلامها. وأيضا قمنا بإنتاج بخور عود ناز ولله الحمد كسب إعجاب الناس بشكل كبير وبعدها قمنا ببيع١٠٠ زجاجة عطر في شهرين فقط. ويتكون العطر من المسك والفواكه المشكلة والڤانيلا والعنبر والبرتقال. بعدها أصدرت عطر جديد classy naz عطر للشعر والجسم والملابس وفيه زيوت عطرية تحافظ على ترطيب الشعر وحمايته.

وتكمل كلامها بالحديث عن أماكن بيع منتجاتها قائلة: بعد جائحة كورونا أغلقت البوتيك وحالياً فقط نوزع إلكترونيا عن طريق برامج السوشيل ميديا وقريبا سأوزع العطور والعبايات في البوتيكات المعروفة. ومن وجهة نظري الزبون هو أفضل طريقة لتسويق المنتج .

IMG_0617

وحول سؤالنا لها عن مدى رضى الزبائن تجيب: رضى الزبون هي أهم مطالبنا في عالم التجارة ونحن في ناز دائما نركز بعد توصيل طلبيات الزبائن أن نتواصل معهم ونتأكد من رضاهم عن المنتج والاستماع لآرائهم جيداً. وأنا أسعى جاهدة إلى تقديم العطور والعبايا بشكل مرتب وجميل يرضي الزبائن.

ولقد واجهت وسن تحديات في مشروعها منها أن الخيارات في السوق المحلية بسيطة جداً إذ تسعى بقدر الإمكان التميز بتصاميمها والأقمشة المعروضة. بالإضافة إلى تحدي الوقت بين البزنس والدراسة فهي تحاول الموازنة بينهما قدر المستطاع.

burst

وتخبرنا وسن عن مدى تأثير كورونا على مشروعها فتقول: جائحة كورونا لها إيجابيات وسلبيات بالنسبة لي حيث أن قبل الجائحة  كنت قد وضعت جزء من تصاميمي في أحد البوتيكات للإيجار ولكن بعد كورونا توقفت بسبب الإغلاق . وحالياً أستقبل طلبيات الزبائن عن طريق الاونلاين فقط ، وقريبا سوف اضعهم في أحد البوتيكات المعروفة لتقليل الضغط لي بسبب الدراسة. ولكن هناك جانب إيجابي ففي بداية إصدار عطوري في فترة كورونا كان بالنسبة لي حلم وتحقق الحمد لله وحالياً أقوم بتجهيز كل ما هو و جديد وجميل في لاين عطور ناز .

وتختم وسن حديثها بتطلعاتها المستقبلية فهي على أمل بإفتتاح بوتيك خاص لبراند ناز بعد الانتهاء من دراستها الجامعية وطموحها بدراسة تصميم الأزياء بعمق أكثر والوصول للعالمية بإذن الله. وتتمنى وسن المسروري بأن يكون هناك خيارات واسعة في السوق وتسهيل توريد الأقمشة من الخارج وأيضا عمل ورشات تساعد رائد الأعمال على فتح آفاق فكره وإبداعه .

Picture

رحمة الريامية

صاحبة شركة رواء الغبيراء

وكان لنا أيضا لقاءا آخر مع رائدة الأعمال رحمة الريامية تستهل حديثها بالتعريف عن نفسها بقولها: أنا رحمة الريامية درست البكالوريوس في الهندسة الكيميائية و الماجستير في الهندسة البيئية في جامعة سينسيناتي العريقة  في ولاية أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية تعمل كمديرة اللوجستيات لفريق الموزعين ومديرة سوق المبادرات للأسواق النامية العالمية في شركة بروكتر آند جامبل والتي تعد أكبر شركة لإنتاج السلع الاستهلاكية في العالم.. أبرز المهام الموكلة لي:

Image (4)

  • إدارة و تحسين عمليات سلسلة التوريد لخلق قيمة جديدة.
  • مسؤولة عن جميع التحديات المتعلقة بتوريد المنتجات التي يواجهها أكبر العملاء.
  • قيادة فريق إدارة طلبات العلماء لتقديم تجربة عملاء مميزة.
  • الإشراف على مشاريع سلسلة التوريد والعمليات اللوجستية للشركة بهدف زيادة الكفاءة و الإنتاجية و الربحية.
  • Image (2)

وتحدثنا رحمة عن مشروعها ومتى كانت انطلاقتها فتقول: بفضل خبرتي ودراستي استطعت تأسيس شركة “رواء الغبيراء” حيث نقوم بإنتاج منتجات طبيعية للعناية الشخصية إذ أن البيئة العمانية تحظى بتنوع نباتي بحت وربط هذه المنتجات بالطبيعة والجمال والتاريخ العماني مثال على ذلك صناعة منتجات بالورد المحمدي النابت في سفوح الجبل الأخضر. وتم  استخدام المستخلص من الورد المحمدي كمادة عطرية طبيعية لمنتجين للجسم و الشعر في رواء الغبيراء.    

مثال آخر: منتجين بخشب الصندل حيث تم ربطه بالتاريخ و التجارة العمانية القديمة ، فقد عُرفت سلطنة عمان  بعلاقاتها التجارية والحضارية مع شعوب وأمم شتى منذ عصور تاريخية مبكرة.  وهناك العديد من المنتجات التي تم ربطها بعمان وتم توفير هذه المعلومات في بطاقة داخل كل منتج لتحمل هذه المنتجات معها قصة عن عمان تاريخ وحضارة.

وتعدد رحمة إنجازاتها التي حققتها طوال مسيرتها العلمية والمهنية كالآتي:

  • تمثيل السلطنة في المؤتمرات والمناسبات البيئية في دول كصربيا و سلوفينيا و النمسا و المملكة المتحدة.
  • جائزة رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة بروكتر اند جامبل للمساهمات الكبيرة خلال الستة أشهر الأولى في الشركة.
  • جائزة التنفيذ بإمتياز لتحقيق انتقال سلس و ناجح في أوروبا.
  • جائزة بطل الإنتاجية لقيادة مشروع تحسين سلسلة التوريد الخاصة بالأسواق النامية العالمية.

وتخبرنا رحمة عن ما يمكن أن تواجه المرأة العمانية العاملة من تحديات قائلة: تواجه المرأة العمانية العاملة تحديات كثيرة لأن عليها استحقاقات أخرى منها حق العائلة و الأطفال و المنزل إلى  جانب سعيها المستمر للتميز والمشاركة بفاعلية في المسيرة العلمية و المهنية و خدمة الوطن في كافة المستويات. بيد أن مناقشة القضايا التي تخص المرأة العاملة ودورها في التنمية خلق وعي كبير في المجتمع لتقدير جهود المرأة وذليل التحيات المرأة و تذليل هذه التحديات لها. و لله الحمد نعيش في وطن مكن المرأة في كل الأصعدة و جعلها جزء لا يتجزأ من النهضة بعمان.

وتجيب رحمة عن تساؤلنا عن نقاط بيعها وكيف تسعى للحفاظ على رضى الزبائن: تتواجد نقاط البيع الرئيسية حاليا في مسقط في منطقة الخوض وفي العريمي بوليڤارد. و نتواجد كذلك في سمائل في محافظة الداخلية ونسعى للتوسع لنغطي معظم محافظات السلطنة. و من خلال موقعنا الإلكتروني، يتمكن العميل اليوم من الطلب من أي مكان سواء داخل أو خارج السلطنة.

أيضا ستكون لنا مشاركة في دبي اكسبو ٢٠٢٠ هذا العام لنتمكن من الوصول الى الاسواق العالمية و تمثيل المنتج العماني . إضافة الى ذلك، سيتم عرض بعض من منتجاتنا في السوق الحرة للطيران العماني.

وتحقيق رضا الزبائن عن طريق تقديم خدمة عملاء مميزة و الاستجابة لطلبات الزبائن و الرد على استفساراتهم سواء قبل أو بعد عملية الشراء. أيضا فهم سلوك العملاء وتفكيرهم وطريقة التعامل المحببة لهم فضلا عن الحرص على تقديم نتائج استثنائية للمنتجات المقدمة بجودتها العالية و لكن بعيدا عن المبالغة.

ولكن هل أثرت جائحة كورونا على مشروع رحمة؟ ترد قائلة: نعم أثرت جائحة كوفيد ١٩ على نسب المبيعات و ذلك بسبب الاقتصار على منصة بيع واحدة وهي عن بعد بسبب قرارات إغلاق الأنشطة إلى جانب قرارات حظر التجول و التي منعت وصول منتجاتنا و خدماتنا للعملاء. تسبب ذلك في وقف الإيرادات في تلك الفترة.

وتتمنى رحمة ان يتم تنفيذ بعض من القوانين التي تصب في صالح أصحاب المشاريع  كالتساهيل المادية و تقليل الإجراءات المطلوبة لرائدي الأعمال وصغار المستثمرين وخلق أية قوانين تمكنهم من استمرارية المشاريع و استدامتها.

ولدى رحمة الريامي رسالة توجهها لكل إمرأة في عمان: رسالتي للمرأة العمانية بأن تتغلب على جميع مخاوفها و لا تنتظر الفرص لاستكمال تعليمها أو الإلتحاق بالمسيرة المهنية، بل تسعى جاهدة لتطوير مهاراتها و صقل قدراتها و أن تنتهز كل فرصة في سبيل خدمة مجتمعها ووطنها.

وفي نهاية الحديث تفصح لنا رحمة عن تطلعها المستقبلي فتقول : أتطلع إلى قيادة سوق منتجات العناية الخضراء في سلطنة عمان و تمثيل عمان على الصعيدين المحلي و العالمي. و أن أشارك خبراتي ومهاراتي في بناء الوطن و أن أكون امرأة مؤثرة في المجتمع.

IMG_8041

فاطمة المعمرية

صاحبة لوريف للكروشية

 قابلنا فاطمة المعمرية لتحدثنا عن نفسها وبداية انطلاقة مشروعها قائلة: اسمي فاطمة بنت عبدالله المعمرية صاحبة العلامة التجارية لوريف للكروشية (الشغل اليدوي) ,لست موظفة ولكن لدي مشروع خاص وهو أول مشروع في السلطنة من نوعه. فقد كانت بدايتي في مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت و بعد الإقبال على منتجاتي فتحت بوتيك خاص بالكروشيه حيث نقوم بعمل الملابس النسائية و فساتين الأطفال وأطقم المواليد والدمى ( الايمو جرومي).

وتكمل حديثها بالكلام عن أهم منجزاتها حيث قامت بالعديد من المعارض الناجحة في داخل السلطنة وخارجها وهي تؤمن بأن وطننا سلطنة عمان يستحق منا البذل والعطاء وذلك يكون بأن نبرز منتجاتنا العمانية داخل السلطنة وخارجها.

وفي سؤالنا لها عن أهم التحديات التي واجهتها ترد بقولها: واجهت تحديات في إبراز هذا النوع من العمل في السوق العماني ولكن بفضل الله تمكنت من إبراز هذا المجال في السلطنة  إظهاره للمجتمع  بصورة جميلة و كذلك واجهت تحديات في الحصول على مواد الخام المستخدمة في الكروشيه ولكن في الوقت الحالي الحمد لله لا يوجد لدي أي تحديات. إلى جانب تلك التحديات فإن جائحة كورونا أثرت سلبا على مشروعي ولكن الحمد لله تعلمنا الصبر والاجتهاد من أجل الوصول إلى ما نريد واجتهدت كثيرا للتصدي

  لهذه الأزمة ومواجهتها. ولكن في المقابل نتمنى أن تتم مراعاة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المتأثرة من أزمة كورونا وإعفائهم من بعض الرسوم في الدوائر الحكومية وتسهيل الإجراءات. وتذكر فاطمة كيفية ترويجها لمنتجاتها حيث تقوم بعرضها وبيعها في مواقع التواصل الاجتماعي وعن طريق البوتيك وأيضا عن طريق عمل إعلانات مستمرة عن المنتجات الجديدة والمتوفرة.

وتختم فاطمة حديثها بتوجيه رسالة لكل إمراة عمانية لديها طموح وموهبة فتقول: أتمنى أن تبرز موهبتها و تثبت وجودها في المجتمع  لأن الموهبة من الممكن أن تتحول لطموح وماركة تجارية ومن الممكن أن تكون هناك مجالات وأعمال جديدة ومبتكرة لا يعرفها البعض وبالتالي علينا إظهارها بصورة جميلة ومبدعة للمجتمع. ومن هذا المنطلق فأنني أسعى إلى فتح فروع أخرى في السلطنة وخارجها و توصيل منتجاتنا لأكبر شريحة في المجتمع.  

           

Categories: استطلاع

أضف تعليقاً