عمانيات

تحت أصابع الإتهام نعيمة المقبالية…تتمرد على العادات والتقاليد

2 

 وجدت نعيمة بنت محمد المقبالية شغفها في التكنولوجيا ومواقع التواصل الإجتماعي، لذلك بعد أن حصلت على شهادة البكالوريوس في إدارة الموارد البشرية من الكلية التقنية العليا تسعى الآن للحصول على شهادة ماجستير في الإعلام الإلكتروني.

في هذا الجانب يتقاطع خط حياة نعيمة مع خطوط حياة نظيراتها في هذا المجال، ولكن النهج التي تتبعه في التعبير عن ذاتها أثار جدلا ما بين معارض ومؤيد، وما بين المحافظ والمنفتح على كل ما هو جديد، ورغم تباين الآراء وتعددها إلا أن تجربة نعيمة إحدى تجليات تدفق الإعلام الرقمي المفتوح والتي تعد وسائل التواصل الإجتماعي من أهم أدواته.

وبعيداً عن منصة الحكم ترغب مجلة (المرأة) بالكشف عن الرسالة التي تود إيصالها فتاة عمانية مثل نعيمة المقبالية، فكان الحوار التالي …

 

خاص(المرأة)

 

 لماذا هناك جدل واسع يحيط بنعيمة المقبالية؟

لا أستطيع أن أحدد سبب هذا الجدل، ولكن أعتقد بأني أتمتع بشخصية قوية وجريئة، لذلك أتميز عن الكثير من الفتيات اللاتي يظهرن في مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي جعل الناس يشعرون بأني قريبة لأني أتحدث عن مواضيع وقضايا تخص المجتمع.

وأنا بطبيعتي شخصية اجتماعية ومرحة، وأحب أن أكون مع الناس، وما يهمني  بأن أكون متميزة بثقافتي لا بشكلي الخارجي. 

وفيما يتعلق بالجدل الذي يدور حول طريقة ظهوري خلال وسائل التواصل الاجتماعي فإني أرى أن ظهوري عفوي جدا، فأنا لا أتصنع الحديث ولا أنمق الكلام ولا أرتب الجمل وهذا الأمر غير معتاد عليه في مجتمعاتنا. 

ومن وجهة نظري أن الإنسان بغض النظر عن ديانته أو عمره لابد أن يواكب العصر والتقدم التكنولوجي الذي بات مكوناً أساسياً له، لذلك أسعى إلى التعبير عن ذاتي بكل هذه الوسائل المتاحة التي تعتمد على الصورة بشكل أساسي، ورغم أن شكلي يتغير مع الوقت إلا أني مازلت تلك الفتاة التي أتت من صحار،   وأنا أعتز بأصلي وأفتخر به، ولا يعني ذلك أن أكون فتاة منغلقة.  

أستطيع القول أني استطعت التأثير على الناس بشكل أكبر من بعض الشخصيات التي تفرد لهم البرامج، والفضل يعود لتقبل الناس لي، حتى الذين لم يتقبلوا طريقة ظهوري في البداية أصبحوا من المتابعين لي الآن. فالناس لمست الجرأة في شخصيتي وليس في ملابسي، فهناك فتيات كثر يرتدين ملابس جريئة جدا ولهن متابعون بالآلاف في مواقع التواصل الإجتماعي، ولكنهن غير مؤثرات، أما تجربتي فهي تعكس بأن الجمهور يتابعني لأنه متأثر بشخصيتي لا بمظهري وملابسي.

 

 ما هي المهارات التي تتميزين بها عن غيرك ؟

إن التقديم والتمثيل من مواهبي الأساسية، وأحب كثيرا أن أكون (موديلنج)، وأنا صديقة الكاميرا رغم لا أتقن التصوير، وأستمتع بالسباحة والسفر والكتابة وقراءة الكتب، وأكثر الكتب التي أثرت عليّ هو كتاب (السر) الذي دفعني إلى قراءة كتب أكثر عن تطوير الذات، وبسبب رغبتي الشديدة بأن أكون مطلعة على كل ما هو جديد أتابع باستمرار التويتر و(الهاشتاج).  

 

 لما هناك من يعارض ما تقدمينه عبر وسائل التواصل الإجتماعي؟

بصراحة ليست لدي مشكلة مع من يعارضني، ما يهمني هو وجود جمهور يتابعني لأنه يعد مصدر قوتي اليوم لأصبح فتاة احترافية، وبما أن لدي جمهور يتابعني بمئات الآلاف فهذا يعني أنني فتاة مؤثرة، فعلى (سناب شات) يتابعني 300 ألف شخص، وعلى (الإنستجرام) ما يقارب 200 ألف، وفي (تويتر) 120 ألف، فهناك 50% من الناس أراهم (fans) .

والإنسان المختلف لابد أن يكون هناك من ينتقده وهناك من يؤيده، والإنتقاد يساعد على التطور والتغيير للأحسن، وهذه هي قناعتي في الحياة، وإن كان هناك منتقدين فهناك محبين أكثر، ولولا هؤلاء المحبين لما وصلت إلى ما أنا عليه الآن، وفي المجال الإعلامي إن كان هناك 50% من الناس تحبك و50% من الناس لا يحبونك فإن 100% من الناس تتابعك، وهذا يعني أنك نجم.  

 

مشهورة ولكن … 

 

هل تعتبرين نفسك شخصية مشهورة؟

صحيح أنني متواجدة على مواقع التواصل الإجتماعي وهذا يعد إعلاماً قوياً، ولكن هناك العديد من الطموحات التي لم تتحقق بعد، مثل أنني لم أنهي رسالة الماجستير بعد، ولم أشترك في برنامج قوي سواء في التلفزيون أو الإذاعة، ولم أقوم بدور تمثيلي يترك بصمة في الدراما الخليجية أو العربية.

 هل تواجهين صعوبات بسبب الشهرة التي تحققت لك عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟

لا ، ولكنني أتضايق عندما يتجمع حولي الأشخاص لأخذ صورة (سيلفي) معي، ولذلك أتجنب الذهاب للأماكن المزدحمة، لأن البعض لا يحترم خصوصيتي خاصة عندما أكون مع أهلي وصديقاتي. 

أما فيما يتعلق بالكلام الذي يقال عني والإشاعات التي تنسج حولي فأنا لا أهتم لها، لأني انسانة واقعية وأعلم تماما أن الانسان المشهور يكون مصدر حديث للناس.  

 ماذا أضافت لك الشهرة وماذا أخذت منك؟

أضافت لي أنني أصبحت شخصية محبوبة ولدي جمهور، وأية فكرة أريد أن أوصلها أو أدعو لها تصل بسرعة، فأنا الشخصية العمانية الوحيدة التي تقول شيء ويصل بسرعة في أي موضوع كان. ما أخذته مني هو الخصوصية.

 

 هل هناك مواقف سببت لك الضيق؟

في إحدى المرات كنت مسافرة وقد تأخرت عن ركوب الطائرة بسبب تجمع الناس حولي، ومرة كنت في غرفة العناية المركزية بجانب والدتي ورغم ذلك تجمع الناس حولي وأرادوا أن يتصوروا معي، وهذه من أكثر المواقف التي تضايقت منها.  

 

 كيف تواجهين ملاحظات وردود أفعال المجتمع؟

في البداية لا أنكر أنني تأثرت من طريقة ردة فعل البعض، ولكن مع الوقت تقبلت النقد وأصبح الأمر عادياً، أهم ما في الأمر هو أنني أشعر بالرضا عن نفسي وأعيش بأمان مع الناس المحيطين بي وهم أهلي وصديقاتي. 

 

 شخصية قوية … 

 كيف تشكلت شخصيتك؟

أنا لم أتربى في منزل أمي وأبي، فمنذ صغري قامت جدتي على رعايتي وتربيتي، فهي ملهمتي لأنها كانت امرأة قوية، وعلمتني أن أكون انسانة قوية وأحافظ على ذاتي وأفتخر بها، وتعلمت منها أن الإنسان يعيش مرة واحدة لذلك يجب أن يستغلها بشكل جيد.

ورغم أن جدتي توفيت في يوم عرفة في عام ٢٠١١ إلا أنها تظل ملهمتي والمشجع الأول لي.

 

 ما الذي تسعين إلى تحقيقه؟

على الصعيد الشخصي أريد أن أكوّن عائلة، وأن أحقق نجاحاً مميزاً على الصعيد الفني والإعلامي. 

وحالياً أنا أسعى إلى الحصول على شهادة الماجستير في الإعلام الرقمي، وأحرص على أن أنجح في البرنامج الذي سأقدمه خلال شهر رمضان المبارك وهو برنامج مسابقات ترفيهي، ونجاحه سيكون مكملاً للنجاح الذي حققته على قناتي في اليوتيوب في رمضان الماضي.  

 

حرية دون قيود  … 

البعض يرى في بعض تصرفاتك تمرداً على العادات والتقاليد، ما ردك على ذلك؟

أنا لا أقوم بأي عمل غريب لدرجة الاستهجان، وقد قيل أني خرجت عن العادات والتقاليد لأني لا أرتدي العباءة أو الشيلة، في حين أن هناك الكثير من النساء اللاتي ظهرن في وسائل الإعلام بهذا الشكل، وأنا أعتبر هذا الأمر حرية شخصية، لأني مؤمنة أن الإنسان له الحرية في التصرف مادام أنه لا يؤذي أحداً، ولا يتعدى على حرية أحد، ومنذ صغري أتساءل لماذا نعيش ضمن قيود تعيقنا أحيانا على خلاف المجتمعات الأخرى. 

علماً بأني كنت أتردد إلى مركز تعليم القرآن، لأتعلم القرآن والصلاة وتعاليم الإسلام السمحة، وقد استفدت كثيرا من المعلمين الذي كانوا يركزون على أن الدين هو الأخلاق وحسن التعامل مع الآخرين، والدين ليس فقط قيود تفرض على الفتاة، وعلى الرغم من ذلك فإنه هناك عادات وتقاليد طيبة، وأنا ملتزمة بها مثل: الأخلاق والشجاعة والنبل، وأن أكون أصيلة بتصرفاتي ومعاملتي.  

 

أول ظهور  … 

 حدثينا عن قناتك في اليوتيوب؟

هي قناة أسستها لعرض النشاطات التي أقوم بها سواء  كانت عندي جلسات تصوير أو أثناء المشاركة في برنامجي، كما أردت أن أعزز وجودي في مواقع التواصل الاجتماعي من خلال قناة اليوتيوب، الذي اعتبره من انتاجي الخاص وهو عبارة عن برنامج يطرح موضوعات اجتماعية ذات صلة بشهر رمضان المبارك مثل صلة الرحم والنهي عن التدخل في شؤون الآخرين والعطاء وغيرها من الموضوعات، وقد كان (الهاشتاج) يحتل الصدارة في السلطنة طوال شهر رمضان.

وكان اسم البرنامج (تقول نعيمة) والحلقة الأولى هي التي حققت شهرة كبيرة بفضل الوسم الذي يميزها(شو يعورك)،  حيث تعمدت اختيار عناوين جذابة، ففي حلقة صلة الرحم كان الوسم(زور حبوه)، وفي حلقة العطاء وسم(عطني أخلاق)، علماً بأن فكرة البرنامج كانت فكرتي والإعداد كنت أقوم به بمساعدة المخرج والمصور.

 

 ما أسباب نجاحك على مواقع التواصل الإجتماعي؟

عفويتي وعدم تصنعي

 

مسابقة الجمال..

 أخبرينا بعض التفاصيل عن تجربة مشاركتك في مسابقة ملكة الجمال؟

في عام 2013 تم نشر اعلان في الإنترنت عن المسابقة فسجلت فيها، ولكن لم يكن اسمها ملكة الجمال وإنما فتاة العرب المثالية، ولكنها ترجمت إلى اللغة الإنجليزية إلى ملكة الجمال، فأصبح من السهل قول ملكة الجمال، وفكرتها هي تعزيز دور السياحة المصرية في ظل الظروف التي تعيشها مصر، وقد أمضيت 9 أيام خلالها شاهدنا الأهرامات، وزرنا مستشفى أطفال السرطان، بعدها تم الإختيار وفق معايير محددة على أن تكون المتقدمة عزباء  وتتمتع بمؤهل علمي ومستعدة  لتقديم أعمال خيرية، وقد طلب منا أن نمثل بلدنا من خلال الثوب التقليدي وأكلة شعبية وغيرها.

وبالنسبة لي كانت تجربة غنية جدا حيث تعرفت على مصر والإعلاميين، وقد عرض علي أن أشارك في أحد الأعمال الفنية ولكني أجلت الفكرة للمستقبل القريب.

 هل لك تجارب في الأعمال الخيرية؟

منذ الصغر وأنا أشارك في الأعمال الخيرية ولازلت مستمرة في هذا النهج،  وأنا أعتبر أن أهم استثمار لشهرتي هو المشاركة في الأعمال الخيرية والتطوعية، لذلك أنا مستعدة لأية فعالية خيرية كبيرة كانت أم صغيرة.  

 برأيك هل الشهرة تؤثر على الإرتباط العائلي؟

بالنسبة لي ستكون عائلتي في قمة أولوياتي.

 

تفاعل مع الجمهور …  

 

 كتبت في تويتر (أنك تشعرين بالموت) وفي الفترة نفسها ترقصين في (سناب شات)، يرى البعض أنك متناقضة، ما رأيك ؟

أنا لم أرقص في سناب شاب وإنما كنت أتمايل، والرقص هو أن تهز جسمك، وأنا لست الفتاة الوحيدة التي تقوم بذلك.

وكوني أشعر بالموت شيء وأن أعيش حياتي شيء آخر، وخاصة أني فتاة مرحة أحب الاستماع إلى الأغاني وأصور في (سناب شات).

 بعض الردود على ما تطرحينه خلال مواقع التواصل الإجتماعي تتجاوز حدود اللباقة، كيف تتعاملين معها؟

جميع الأشخاص الذي ظهروا من بعدي في مواقع التواصل الإجتماعي، ظهروا على أكتافي واشتهروا على حسابي، فهم لهم فترة معينة ومن بعدها سيختفون، ولكنني مستمرة ولا أريد أن أكون فقط على مواقع التواصل الإجتماعي وإنما أريد أن أكون إعلامية وفنانة لها أعمالها، فأنا لا أعتمد على مواقع التواصل.

 

قبل الوداع …  

ما هي رسالتك في الحياة؟

أريد أن أكون فتاة ملهمة وتكون مصدر إلهام كل فتاة تعيش في مجتمع محافظ يقيد حرية وعقل المرأة، فهذه أهم رسالة من الممكن أن أوجهها لكل فتاة من خلال قصتي منذ الطفولة إلى الآن.

ماذا تقولين لمحبيك؟

أنا ممتنة لكل الأشخاص الداعمين لي والناس الذين يحبونني ويهتمون بي سواء كانوا محبين أم منتقدين فأنا ممتنة لهم لأنهم بالنهاية جمهوري.

وماذا تقولين لمنتقديك؟

شكرا على اهتمامكم.

كلمة أخيرة؟

شكرا لكم، وأنا ممتنة بوجودي معكم، وكلي شرف في أن أكون معكم.

 

 

 نعيمة المقبالية في سطور …

* بعد التخرج من المدرسة إلتحقت لدراسة تخصص موارد بشرية وفي السنة الأخيرة شاركت وهي على مقاعد الدراسة بأعمال بسيطة في المسرح وتلفزيون سلطنة عمان.

* عملت في مجال (المودلنج) وشاركت في جلسات تصوير ماكياج .

* بعد ذلك ظهرت على شاشة تلفزيون سلطنة عمان من خلال أعمال فنية درامية، الأول مسلسل ( إنسان من هذا الزمان ) في عام ٢٠١١، والثاني مسلسل ( حكايات اجتماعية).

* وفي عام 2012 شاركت في التقديم في مهرجان مسقط  تحديداً في حديقة النسيم في حفلات الفنانين العمانيين باسم (سمر النسيم)، وبعدها قامت بتغطية تلفزيونية لمعرض كومكس على مدى 5 أيام مع الخبير عبدالله البحراني.

* بعد التخرج إلتحقت بدورات متخصصة في الصحافة والتقديم، ومنها دورة في سكاي نيوز في أبوظبي، وتم ترشيحها في جريدة الرؤية الإماراتية في دبي، وعملت كصحفية لمدة سنة في عام ٢٠١٥.

* قامت بإعداد وتقديم برنامج خاص بها بعنوان (تقول نعيمة) في رمضان الماضي عبر قناة يوتيوب، وقد حقق مشاهدة عالية وأشارت إليه إحدى الصحف المحلية.

* تقوم حاليا بتأسيس شركتها الخاصة في الإعلام الرقمي وفي الوقت ذاته تعمل موظفة في إحدى الصحف المحلية في قسم الإعلام الرقمي.

 

Categories: عمانيات

أضف تعليقاً