استطلاع

المرأة والتطوع عمل جماعي بقلب واحد

shutterstock_190903265

يمثل التطوع أحد الدعائم الرئيسية لبناء مجتمع مدني قوي، فهو يربط ما بين الأسرة والدولة، لأنه يبدأ ويتوسع بتطوع الأفراد ودعم المؤسسات، ودون أن يستهدف الربح ويسعى إلى تحقيق الصالح العام، بل إن في بعض دول العالم تساهم النشاطات التطوعية في الناتج القوي كقيمة إقتصادية قابلة للتطوير. 

والمجتمع العماني لا يخلو من هذه الروح الطيبة، نذكر منها  ـ ليس من باب الحصر ـ نماذج نسائية تميزت بإجتهادها المدروس وعطائها المستمر في مجالات مختلفة، لتفتح الباب أمام كل من يرغب بأن يركب موجتها. 

مجلة ( المرأة ) تسعد دوما بتمرير هذه التجارب للقراء من باب الإشادة والتحفيز … 

استطلاع: علياء الجردانية

………………………………….

«جميعهم يعملون بقلب واحد…

تعمل جناب السيدة بسمة آل سعيد -كمستشارة نفسية في عيادة همسات السكون التي أنشأتها، وقد شاركت في أعمال تطوعية عديدة في الجامعة الأردنية نذكر منها الحملة التي نظمتها اليونسيف حول أهمية توعية ومساعدة أطفال فلسطين في فترة الإنتفاضة، كما أن لها اهتمامات كبيرة في مجال الصحة النفسية للمرأة والطفل. تقول عن مشاركاتها: « شاركت في الكثير من المحاضرات التي تتعلق بصحة المرأة قبل وبعد الحمل، وفي حملات تطوعية حول كيفية الإعتناء بنفسها، وفي حملات توعوية شملت عدة محافظات في السلطنة عن الأطفال والتحرش بهم، وأهمية صحة الطفل من الصغر وحتى مرحلة المراهقة، وفي حملات التبرع بالدم والصحة النفسية والسكري والتغذية السليمة». وتكمل: «عندما كنت في استراليا شاركت في العديد من الأعمال التطوعية التي تقدم الدعم  للأشخاص الذين عانوا من آثار الحرب في بلادهم مثل العراق وسوريا، من خلال زيارتهم ومعرفة احتياجاتهم، ومساعدتهم على التكيف مع البلد المضيف ووضعهم الجديد». 

وتضيف: «كما قمت بتوعية المرأة المطلقة من خلال إقامة أول تجمع نسائي مع المطلقات واعطائهن النصائح للتأقلم مع الوضع الجديد، وفي مستشفى الجامعة وبالتحديد قسم الأطفال كنت أقابل الأمهات اللاتي لديهن أطفال مصابين بسرطان الدم لتقديم لهن الدعم الكافي حول  كيفية التعامل مع أطفالهن».

ومن الملاحظ أن السيدة بسمة تهتم بشكل كبير في الأعمال التطوعية التي تتعلق بالصحة النفسية لاسيما قضايا المرأة والتحرش ضد الأطفال والتوحد، ورغم ذلك فإن علاقتها مع العمل التطوعي ليست حديثة العهد بل حب التطوع بدأ في عمر صغير كما تقول : «لدي حب العمل التطوعي من أيام المدرسة واستطعت التوفيق بين الجانبين من خلال تنظيم الوقت، وأنا مؤمنة بأهمية القيام بالأعمال التطوعية، فهو شيء قد تربيت عليه، أما على مستوى العمل في العيادة فمؤخرا حصلنا على شكر من جمعية الأمل لذوي الإحتياجات الخاصة، وأحاول من خلال تعاملي مع الناس في العيادة الإنطلاق لتنظيم فعاليات تطوعية على مدار السنة».

وبما أن كل نشاط انساني لابد أن تواجهه تحديات فإن طريق العمل التطوعي تعترضه بعض المعيقات والتي تتحدث عنها السيدة بسمة قائلة: «هناك غياب لمفهوم ثقافة العمل التطوعي والمردود المرجو منه، وقد يقول البعض أنه مضيعة للوقت، متغافلين عن الأثر الإيجابي الذي قد يعود على الفرد الذي يتطوع بعلمه أو وقته، فكثيرا من الناس يترددون على العيادة وهم يعانون من القلق والضيق، وعند شعورهم بالتحسن أسعد كثيرا لتغيرهم، فهذا شيء جميل يشعرك بفرح واكتفاء ذاتي، أن غياب الإعلام  وعدم التوعية بأهمية التطوع في المدارس، والإفتقار إلى المحاضرات التوعوية التي تهتم بالأطفال والمراهقين لتنمية مهاراتهم وصقل بشخصياتهم، كل هذا يشكل تحديا كبيرا يتطلب منا جهد أكبر».

وتختم: « آمل أن يتم تخصيص مساحة إعلانية يوضح فيها أشهر الأعمال التطوعية وأوقاتها وطرق التسجيل فيها، ولابد أن أذكر هنا ما تفعله المدارس الأجنبية التي تعطي ساعات معينة تكرس للعمل التطوعي على مدار السنة وفي مجالات عدة، فهذه الفكرة رائعة ويجب تطبيقها في المدارس والجامعات، وخاصة أن ديننا الحنيف يحثنا على العمل التطوعي، وليس شرطا أن يكون العطاء ماديا وإنما قد يكون نفسياً أو معنوياً، وأجمل ما في العمل التطوعي هو أنه يجمع الأفراد في جو ملؤه الحب والعطاء بدون مقابل، فجميعهم يعملون بقلب واحد».  

«العمل التطوعي لا يحتاج إلى بطاقة دعوة…

أطلقت المحامية أمل بنت شهاب الزدجالية حملة أولادنا للسلامة المرورية للأطفال، وفي الوقت ذاته تشغل وظيفة مديرة الاتصالات والعلاقات الخارجية بهيئة تنظيم الكهرباء. 

تتحدث عن تجربتها قائلة: «معظم الأعمال التطوعية التي أقوم بها تخص سلامة الطفل من عدة جوانب كسلامة الأطفال من مخاطر الطرق سواء كانوا في المركبات أو الحافلات المدرسية، وكسلامة الأطفال أثناء اللعب خارج المنزل إلى جانب سلامتهم من مخاطر الكهرباء ومخاطر التعرض للصعق أو الإستخدام الخاطىء للأجهزة الكهربائية، كما أنني عضوة وشريكة في الشراكة الدولية للسلامة على الطرق وهي منظمة عالمية غير ربحية معنية بسلامة الأفراد من مخاطر الطرق».

وعن التوافق بين العمل الشخصي والتطوعي تقول: «الأمر يتأرجح بين السهل والصعب، فهناك أيام يكون فيها التوفيق بين عملي المكتبي وعملي التطوعي وعملي المنزلي كربة منزل سهل وسلس، وفي أيام أخرى يكون الأمر صعباً جداً وأشعر معه بالضغط والتوتر لأنني في النهاية انسانة ولي قدرات معينة لا أستطيع أن أتخطاها، ولكن ـ ولله الحمد ـ غالبا ما أستطيع القيام بما يتوجب علي بفضل قدرتي على التنظيم ووضع خطة تكون واضحة منذ بداية العام والتي تشمل كل النشاطات والأعمال والمشاريع البارزة التي أود العمل بها».

وتكمل قائلة: « كل عمل تطوعي لابد أن يواجهه تحدي كبير وهو إيمان المجتمع بالعمل نفسه، فعندما تطرح فكرة جديدة لأي عمل تطوعي فأنت تحتاج إلى من يدعم هذه الفكرة بشتى أشكال الدعم، ابتداءً بالدعم المعنوي والإيمان بالفكرة وانتهاءً بالدعم المادي الذي لولاه لن تكون لديك القدرة على الاستمرار والعمل.أما على الصعيد الشخصي فإن من أهم التحديات التي واجهتها هي ترسيخ فكرة توعية المجتمع من المخاطر التي قد يتعرض لها الأطفال سواء في السيارة أو الحافلة المدرسية أو الشارع، وكيف يمكن أن تزرع ثقافة استخدام مقاعد السيارات للأطفال بإعتبارها ضرورة وليست كماليات».

وتختم قولها: « العمل التطوعي في أبسط صوره هو أن تقوم بمساعدة الغير بدون مقابل فتجني السعادة لذاتك في النهاية، أي أن ذلك العمل الذي تجتهد فيه لإحداث تغيير في حياة الآخرين وفي نهاية المطاف لابد أن ينال المتطوع الخير الكثير من خلال تغيير نظرتك للعديد من الأمور، لذلك أوجه رسالتي للجيل الجديد من المتطوعين وأقول لهم العمل التطوعي لا يحتاج إلى بطاقة دعوة، بادروا بأي عمل سواء كان صغيراً أو محدوداً ، حتى لو كان المستفيد شخصاً واحداً، فأتنم لا تعلمون أية سعادة قد تجلبونها لأنفسكم قبل الغير بذلك العمل».

«الهدف في النهاية واحد وهو رفعة المجتمع…

تعمل صاحبة السمو الدكتورة خولة بنت جلندى بن سيف آل سعيد  كطبيبة استشارية أولى في تخصص الجهاز الهضمي والكبد والتغذية لدى الأطفال، وهي عضوة في إدارة رابطة طب الأطفال التي تُعنى بتطوير الوعي الصحي للطفل في المجتمع، بالإضافة إلى رفع مستوى التطور التعليمي لأطباء الأطفال في السلطنة، كذلك هي عضوة في جمعية الأطفال أولا والتي تُعنى بترسيخ الأخلاق القويمة لدى الطفل في المجتمع، ومن الملاحظ من مشاركاتها التطوعية بأنها شديدة الإهتمام بالمرأة والطفل انطلاقاً من إيمانها بأن تنمية المجتمعات تبدأ من تحسين وضع المرأة والطفل.   

وعن أبرز المشاركات تقول: «نظمت فعالية بمشاركة عدد من زملائي الأطباء وطاقم التمريض في المستشفى السلطاني لمتبرعي الكلى والكبد للأطفال في العام الماضي، وذلك من أجل زيادة التوعية بالتبرع بالأعضاء في المجتمع ولتكريم هؤلاء الأشخاص الذين قاموا بإنقاذ حياة من يحبون من غير أن تجفل لهم عين».

وعن التطوع والمساحة التي يشغلها في حياتها تقول: « ليس من السهولة أبدا التوفيق ما بين عملي والعمل التطوعي، ولكن الذي ساعدني في تحقيق هدفي التطوعي هو اختياري لأعمال التطوع التي تنحصر في مجال عملي اليومي، ولذلك بات الأمر أسهل في خلق توافق بين التطوع والعمل». 

وتكمل: « أرى أن الجمعيات التطوعية بحاجة لمقر ثابت تنطلق منها مهامها ونشاطاتها، ولتسهيل عملية الإنضمام إليها. كما أن الدعم المادي  يشكل واحداً من أهم التحديات التي تواجه للجمعيات والفرق التطوعية، فلولا الدعم المادي لن تستطيع هذه الجهات القيام بعملها على أكمل وجه، كذلك في بعض الأحيان هناك نقص في وعي الأفراد للعمل التطوعي في المجتمع، مع أن الوعي بات أفضل مما كان عليه في وقت سابق. كما أتمنى أن يتجلى التعاون ما بين الجمعيات وفرق العمل التطوعي بعضها البعض، فالهدف في النهاية واحد وهو رفعة المجتمع».

«ننتمي لدين يربي النفس والعقل على ثقافة الإحسان…

سماح بنت منصور الوهيبية هي المالك والمدير الإبداعي لشركة ليالي الأصالة التي تختص بتنظيم الفعاليات والتدريب في مجال الموضة والأزياء، وعلى مدى السنوات الماضية حصدت سماح عدة جوائز في مجالات مختلفة مثل جائزة انطلاقة، والقيادات العربية الشابة بقطر، وجائزة المرأة لريادة الأعمال، كما شغلت قصتها مع ريادة الأعمال مساحة في برنامج سبرينج بورد وترجمت لثلاث لغات، وسيرتها مع العمل التطوعي باتت تدرس بمنهج مسارك المهني للصف العاشر، كذلك سيرتها مع ريادة الأعمال تدرس بمنهج مرحلة الفاونديشن بمعهد التدريب المهني، إضافة إلى أنها متحدثة متميزة في بعض مؤتمرات المرأة والريادة في النمسا وإسبانيا وأمريكا.

عن البدايات تتذكر معنا: « شاركت في الجمعية العمانية للمعوقين من عام 1995 أول فرقة مسرحية لفريق الصم بالجمعية، ونظمت أول عرض أزياء يدمج بين الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة والأسوياء، والعمل التطوعي بالنسبة لي هو متنفس حيث يقدم الإنسان فيه دون انتظار مقابل فهو وسيلة لتهذيب النفس». 

 وتتابع عن مشاركاتها: «ترأست فريق لعيون مسقط أثناء الأنواء المناخية جونو، كذلك نظمت مجموعة من حملات افطار صائم وكسوة يتيم، وكنت إحدى المتحدثات المتطوعات في برنامج سبرينج بورد لتمكين المرأة في مختلف مناطق السلطنة، وأيضا قدمت العديد من المحاضرات لطلبة المدارس في مجال ريادة الأعمال بمناطق السلطنة، وحملة نحن نقدر وعمان تستاهل للتبرع بالدم، وعروض أزياء، وأيضا تحفيز المجتمع على القراءة وبث رسائل توعوية، وأخيرا حملة اسمعني وخذ بيدي للحديث عن مشاعر مدمن المخدرات». 

وتوضح: «غالبا ما أدمج عملي بفعاليات تطوعية ولا أجد صعوبة في ذلك، فمنذ أن بدأت بمشروع ليالي الأصالة خصصت فعاليات لخدمة المجتمع وغرست ذلك في فريقي، وأصبح التطوع جزءً لا يتجزأ من أنشطة شركة ليالي الأصالة إلى جانب ما نخصصه من فعاليات لدار الأيتام».

وتتحدث عن التحديات بقولها: «أبرزها في رأيي الشخصي نقص وعي وثقافة التطوع، فمن الضروري أن يفهم المتطوع أنه بمجرد التزامه بالعمل التطوعي يصبح لزاما عليه اتقانه والإحسان فيه، فبعض المتطوعين ينقصهم حس المسؤولية تجاه العمل التطوعي وأهميته».

وتختم: « أتمنى أن يتم غرس ثقافة العمل التطوعي بشكل أكبر وأن نربي الأجيال القادمة عليه فنحن ننتمي لدين يربي النفس والعقل على ثقافة الإحسان، ومجالات العمل التطوعي في السلطنة كثيرة ومتاحة، فقط ينقصنا المتطوعين الجادين في العمل، الذين يؤمنون بحقيقة أن العمل التطوعي يجعل الإنسان يشعر براحة نفسية بعد إنجاز العمل».

«يجب أن يكون الشخص المتطوع ذكياً في مواجهة التحديات…

تشغل صاحبة السمو السيدة علياء بنت برغش بن سعيد آل سعيد وظيفة مدير عام المدارس الوطنية الخاصة، وهي تحمل شهادة بكالوريوس في تخصص إرشاد وصحة نفسية، وتعتبر أن إنشاءها للمدرسة الوطنية وحضانة رياض الأطفال من أهم انجازاتها، كما أنها صاحبة مشروع مغزة الطبيعة لصناعة الصابون الطبيعي وهو مشروع خيري ومردوده للخير، كما قامت بتصميم برنامج توعوي لما قبل الزواج، وبرنامج توعوي خاص بالمتزوجات، إضافة إلى أنها في فريق الإعداد لبرنامج التربية الجنسية للأطفال لحماية الطفل من أية إساءة.  

تقول: «من الأعمال التطوعية التي شاركت فيها هو إنشاء مشروع مغزة الطبيعة لصناعة الصابون وهو مشروع خيري حيث أن مردود كل المبيعات توظف لمساعدة الفقراء كتفريج الديون وشراء احتياجاتهم، إضافة إلى برنامج (هكذا أعطي وطني) وهو برنامج توعوي لنساء المجتمع يشتمل على محاضرات تغطي كل ما يخص المرأة ما قبل الزواج وبعده، وموضوعات حب الذات، إلى جانب عقد ورش عمل ودورات لمعلمات المدارس حول كيفة التعامل مع الطالب، وتدريب الأمهات على التربية الجنسية وأيضا كيف يحمي الطفل جسمه، وتدريب طلبة المدارس على النظافة الشخصية فيتجلى الطالب المتميز في مدارسنا».

تستثمر السيدة علياء وقتها ما بعد ساعات العمل الرسمي وفي الإجازات الرسمية الإشتراك في الأعمال التطوعية، فالأمر التطوعي يجري كالنهر في حياتها مع حرصها الشديد أن لا يختلط عملها التطوعي بأي شكل من أشكال الرياء، فهي دوماً تؤكد على أن يكون عملها خالصاً لله وليس للتظاهر. 

وتؤكد: «إن العمل التتطوعي هو تخصيص وقت معين للصالح العام أو لإسعاد أشخاص أو لنقل علم لأفراد المجتمع، بطريقة تناسب الشخص نفسه معتمداً على قدراته. وكل شخص في المجتمع يجب أن يخصص وقتاً ليعطي مجتمعه ولو شيئاً بسيطاً، ويجب أن يكون الشخص المتطوع ذكياً في مواجهة التحديات حتى لا يسمح لأي شيء أن يوقفه». 

«التطوع بذرة من نقاء تثمر خيرًا و صفاءً…

رُميثاء عُمر البُوسعيدية هي اختصاصية استزراع سمكي في شركة الحصن للإستثمار ومذيعة بقناة ميرج الأجنبية، ومدونة إلكترونية باللغة الإنجليزية ورئيسة جماعة المشكلين العالمية بمسقط. 

نالت الشرف بأن تكون احدى أولى محللات كرة القدم بالعالم العربي من خلال حبها للعبة كرة القدم بشكل خاص والرياضة بشكل عام، شغفها حول ترك بصمة في رياضة الترحال وتسلق الجبال ونشر التوعية البيئية جعلها أصغر عمانية تصل القطب الجنوبي في عام 2014 ومتسلقة لجبل كيليمانجار،  وأيضا متسلقة لجبل شمس في رحلة تعتبر الأولى من نوعها مع فريق نسائي خليجي في الشهر الماضي، وتم تشريفها بالفوز بجائزة المرأة للإجادة مرتين، الأولى في المجال الإعلامي في 2013 والثانية السنة الماضية في المجال الرياضي.

تقول: « قمت بالمشاركة في الكثير من الأعمال التطوعية وأكثرها في الخدمات الإجتماعية ونشر التوعية البيئية والإجتماعية، والسبب في انخراطي في هذا المجال هو الإسهام في تقدم أبناء جيلنا عن طريق توفير الرعاية الإجتماعية لهم، وفي رأيي أن خدمة المجتمع بلا مقابل هي خدمة إنسانية وطنية تمكننا من خلالها رعاية وحماية الوطن وأهله وبيئته». وعن مشاركاتها تقول: «من أبرز مشاركاتي هو رئاستي الحالية لجماعة المشكلين العالمية بمسقط، وتعد الجماعة من إحدى مبادرات المنتدى الإقتصادي العالمي، وهي عبارة عن شبكة تطوعية غير سياسية وغير ربحية عالمية تتألف من 453 مركزا في مختلف مدن العالم، وتمكَن الجماعة من إطلاق مبادرة متطوعو عُمان وهي الأولى من نوعها في مجال التطوع. وتتمثل هذه المبادرة بتأسيس منصة الكتروني لفتح الباب أمام فرص التطوع وتعزيز العمل التطوعي، وتنمية القدرات الشبابية». 

وتضيف: «بالإضافة لكونه قيمة إسلامية تستحق الجهد، أصبح التطوع جزء من حياتي لا استغنى عنه والموافقة بينه وبين عملي أمر مهم، السر يكمن في إيجاد المعادلة المناسبة في إدارة وقتك على حسب مسؤولياتك، وذلك عن طريق الترتيب على حسب الأهمية ومن ثم إدارة وقت فراغك بالطريقة المناسبة لتناسب ميولك في التطوع وعدم النسيان في استقطاع بعضاً من الوقت في جدولك للترفيه أيضا». وتكمل حديثها عن التحديات: « الأبرز بالنسبة لي هي التحديات المتعلقة بالمتطوع نفسه، فمعظهم يتمتعون بالحافز المطلوب ولكن ليس لهم الدراية الكافية عن كيفية استغلال طاقتهم لخدمة المجتمع، ويتداخل هدا الموضوع في نشر الوعي عن ظاهرة التطوع ومدى امكانية الفرد من الإستفادة واستغلال هذه الفرص بشكل عام، وإن ثقافة التطوع بالدول العربية متدنية مقارنة بالدول الأوروبية، حيث تقوم هذه الدول بإصدار قوانين خاصة تنظم العمل التطوعي الإلزامي كنوع من مساهمة المواطن في خدمة الوطن والمجتمع». 

وتختم: « تطوع ولا تتردد لأن مبعثه سعادة لا متناهية خاصة إن كان منبعه القلب، فالتطوع بذرة من نقاء تثمر خيرًا و صفاءً».

«يصبح العالم أفضل إذا ما قررنا معاً التغير إلى الأحسن…

جناب السيدة ميه بنت حمود بن سعود آل سعيد، أم لإبنتين ومدونة، تعمل  في قطاع الطاقة والمياه كمشرفة اتصالات والإستدامة،  وفي عام 2009 أسست قناتها على اليوتوب  «The Sewist» مما يعتبر من أهم انجازاتها كونها أول إمرأة عمانية تؤسس مثل هذا العمل باستخدام تكنولوجيا الإنترنت.

تقول: «شاركت في  عرض مرئي  (نحن معك) الذي تم تتظيمه من قبل عيادة همسات السكون لتوعية الصحة النفسية، و قررت أن أشارك وأساند المرضى  فهم جزء من مجتمعنا وأضم صوتي  ونؤكد لهم أننا معهم».

وتكمل: «كوني إمراة مطلقة لا أرى عيب في حالتي الإجتماعية، حيث أن المرأة المطلقة ما زالت جزءاً من هذا المجتمع الكبير، لذلك قررت أن أشارك في مجموعات الدعم التي حرصت عيادة همسات السكون على تكوينها دعماً للمرأة المطلقة وخاصة عندما طلب مني المشاركة بتجربتي مع الطلاق، كما أعتبر أن قناتي على اليوتيوب  وعبر وسائل التواصل الإجتماعي ما هي إلا مساهمة مني لتبادل الأفكار، لأني من خلالها أنشر الإيجابية للجميع وأغير مفاهيم مغلوطة عن المرأة العربية».

وتكمل: «في رأيي إن إدارة الوقت أمر هام وحيوي في ظل الحياة المليئة بالإنشغالات التي نعيشها في الوقت الحالي، ولحسن الحظ فإن معظم العمل التطوعي يتم إما في عطلات نهاية الأسبوع أو بعد ساعات الدوام ولهذا أتمكن بسهولة من عمل التوازن المطلوب بين احتياجات أولادي واحتياجات عملي التطوعي». 

وتختم بقولها: «يمكن أن يصبح العالم الذي نعيش به أفضل إذا ما قررنا معاً التغير إلى الأحسن والمساهمة بإيجابية في نمو مجتمعاتنا وتحسين حياة الأفراد من حولنا».

«العمل التطوعي يساعدنا على أن نكون إضافة جميلة للحياة…

د.جمانه بنت أحمد بن عبدالله العبدوانية -هي طبيبة اختصاصها صحة عامة في مجال صحة الطفل- وتعمل حاليا في وزارة الصحة بديوان عام الوزارة، وقد عملت سابقاً في قسم الأطفال  بالمستشفى السلطاني، وعملت أيضا في دولة قطر كمديرة الأمومة والطفولة بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، ومنها سافرت للمملكة المتحدة لإستكمال درجة الدكتوراة ومجال بحثها عن التقصي عن اساءة معاملة الطفل. تقول: «مشاركاتي في مجال العمل التطوعي تصب معظمها في مجالات الصحة وبالأخص في مجال صحة الطفل، وذلك عن طريق المشاركة في الحملات التثقيفية والتوعوية التي تقام للمجتمع، كما شاركت في الحمله التوعويه (نحن معك) مع عيادة همسات السكون للتعريف عن الصحة النفسية وأهمية كسر حاجز الرهبة وطلب العلاج والمساعدة عند الحاجة». 

وتضيف: « شخصيا أعتبر الإنخراط في العمل التطوعي واجب على كل فرد تجاه المجتمع، و مهما حاولنا أن نرد الدين والجميل لعماننا الغالية فإننا سنكون مقصرين بحقها، إضافة إلى أنه من أحد متطلبات الحياة المعاصرة ورمز من رموز الرقي سواءً على المستوى الشخصي أو الدولي، ومن وجهة نظري إن الإنخراط في العمل التطوعي تجربة تضيف للشخص الكثير فيتعلم ويستفيد منها، خاصة من خلال احتكاكه بالناس وتعرفه على تجارب الآخرين». 

وتجدر الإشارة إلى أن مشاركات السيدة جمانة التطوعية لا تنحصر في بقعة محددة، بل امتدت لخارج السلطنة، وحول هذه التجربة تقول: «من أبرز مشاركاتي في العمل التطوعي كانت مشاركتي في جمهورية السودان في مجال اساءة معاملة الطفل حيث كان الهدف وضع تصور وطني لآليات الحماية، وقد شاركت بصفتي خبيرة عن طريق منظمة اليونيسف، وأنا لا أعتبر أن العمل التطوعي يجب أن ينحصر ضمن حدود جغرافية، لأنه يفترض على أي شخص متطوع أن يعطي في أي زمان أو مكان طالما الفرصة سانحة لذلك».  

وتكمل: «إن مسألة التوفيق بين العمل التطوعي ومسؤولياتي الأخرى هي عملية تنظيمية مرتبطة بالإستغلال الأمثل للوقت وتحديد الأولويات، وإنتقاء الأعمال التطوعية التي من الممكن فعلا أن أبذل جل طاقاتي لها وأفيد بها المجتمع وأستفيد منها».وتشير إلى أن : «هناك العديد من التحديات التي تواجه العمل التطوعي ومن وجهة نظري أهمها قد يكون غياب ثقافة الواجب التطوعي في المجتمع، كما أن هناك نقص في التعريف عن فرص التطوع الموجودة واقتصارها في معظم الأحيان على طلب العائد المادي، علماً بأن التطوع من الممكن أن يكون بالمال والجهد والأفكار وطرق عديدة أخرى».

وتختم بقولها: «العمل التطوعي هو أن تكون إنسان فقط، في دواخلنا شغف كبير لتحقيق ذواتنا ولن يتحقق ذلك دون إسهام حقيقي في الحياة، والعمل التطوعي يساعدنا على أن نكون إضافة جميلة للحياة».

«العمل التطوعي هو أحد الشرايين المهمة  ليحيا الوطن…

تشغل صاحبة السمو الدكتورة تغريد بنت تركي بن محمود آل سعيد وظيفة أستاذ مساعد بقسم علم النفس في كلية التربية  بجامعة السلطان قابوس، وهي متخصصة في علم النفس التربوي.

ويتركز اهتمامها بشكل كبير في الأبحاث الانسانية والأعمال التطوعية وقضايا الأسرة بشكل عام والطفل بشكل خاص، وتؤمن بالإستثمار الفعال والإيجابي المستمر في الأطفال، ومن الأعمال التطوعية التي شاركت فيها: العمل مع الأطفال المرضى بأمراض مزمنة وأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة، وتثقيف المجتمع بأهمية المحافظة على البيئة من التلوث، ونشر ثقافة القراءة الحرة وخاصة مع الأطفال، ونشر الوعي الصحي، وتقديم المحاضرات للأمهات حول قضايا التنشئة والتربية، وتسليط الضوء على العديد من القضايا من خلال وسائل الإعلام. ومن جهة أخرى شاركت في العديد من الفعاليات والملتقيات التي تُعنى بالصحة النفسية منها: أطفال التوحد ومرضى السرطان والأمراض الوراثية، وأيضا ساهمت في تنظيم أمسيات ثقافية مجانية متنوعة للشباب للتعبير عن آرائهم».

تقول: «إن العمل التطوعي وخدمة المجتمع جزء مهم في بنائي وتطوير ذاتي مهنيا وأكاديميا، ويعتبر ركن ومتطلب أساسي في العمل الجامعي فمثلا: استمارات تقييم عضو هيئة التدريس عند التقدم للترقية العلمية والأكاديمية يطلب من المتقدم ذكر أنشطته ومشاركاته في بند خاص بخدمة المجتمع، ولذلك كان ومازال لزاما عليّ أن أضع له مساحة وتفرغ  في جدول أعمالي وانجازاتي». 

وتواصل: «التحدي يكمن عند البعض وليس الجميع في عدم وجود الرغبة والدافعية للعمل دون مقابل، كذلك غياب وعي المجتمع بمفهوم العمل التطوعي وما هي الغاية الحقيقة منه، وهنا يصبح التركيز على الشكل الخارجي وإهمال المضمون، وعليه الأمر يتطلب بذل المزيد من الجهد في تثقيف المجتمع  وتوعيته بإستمرار وخاصة فئة الأطفال والشباب، كذلك نلاحظ غياب حس العمل الجماعي  وروح الفريق الواحد مما يضعف جودة العمل والمخرجات ويتسبب في إهدار الوقت وتشتيت الجهد وسوء التخطيط للميزانيات المقدمة لإنجاز العمل التطوعي» .

وتختم: «العمل التطوعي هو أحد الشرايين المهمة  ليحيا الوطن بصحة وعافية، وأتمنى أن تتكاتف جهود الجميع في زرع حب وأهمية وكيفية العمل التطوعي لدى الأطفال منذ السنوات المبكرة في حياتهم، وأن يجسد هذا الأمر من خلال التعلم عن طريق اللعب وأن يتواجد في أنشطة الأطفال التربوية والتعليمية والتثقيفية والبرامج الاعلامية الخاصة بهم وفي التطبيقات على مواقع التواصل والأجهزة الذكية».

« تواجد حس المسؤولية في كل فرد منا.. 

د.أميرة بنت عبدالمحسن الرعيدان وهي رئيسة قسم الصحة النفسية بدائرة الأمراض غير المعدية – بوزارة الصحة وطبيبة نفسية أولى في مستشفى المسرة – قسم الإدمان، ترأست مجلس إدارة جمعية الحياة الأهلية للتوعية عن مضار المخدرات والمؤثرات العقلية الأخرى خلال الفترة 2011 إلى نهاية 2013، وحاليا تشغل منصب رئاسة قسم الصحة النفسية بدائرة الأمراض غير المعدية بوزارة الصحة، كما أنها تعمل في مستشفى المسرة لعلاج المدمنين من إدمان المخدرات والكحول.

تقول: « هذا الإهتمام لم يأتي من فراغ، حيث أني لمست من خلال عملي في عيادة الإدمان بوجود حلقة مفقودة في تنمية مهارات التواصل بين المدمن وأسرته، وهذا بسبب قلة الوعي المجتمعي خاصة عندما يتعلق الأمر بكيفية التعامل مع المدمن، مما خلق إشكالية في الفهم أو الخوف من المدمن النشط أو المتوقف من جهة وبين تقبل الأسرة والأصدقاء والمجتمع له من جهة أخرى، وهذا من شأنه أن يزيد من خطورة قابلية الإنتكاسة بسبب القصور في مهارات التعامل مع المدمن أو المتعافي، فكان من الضروري توعية أسر المدمنين لإنجاح مسيرة التعافي ودمج المتعافي في المجتمع كفرد منتج وله إمكانيات في النهوض بالمجتمع. وعليه، سعيت من خلال إنخراطي الطوعي في المجتمع المدني إلى السعي لتقليل الفجوة بين  التشجيع لطلب خدمات التأهيل الطبي للمدمنين المتوفرة في مستشفى المسرة وبين زيادة الوعي بين المدمنين وأسرهم».

وتكمل قائلة: «من وجهة نظري ونظرا لتواجد حس المسؤولية المجتمعية في كل فرد منا، وأن التكافل المجتمعي واجب وطني، فكان لابد من التوفيق بين الوظيفة الحكومية والعمل التطوعي من خلال تنظيم جدول العمل وإدارة الوقت والحرص على توزيع المهام على الأعضاء لضمان الإستمرار في مسيرة العمل التطوعي وتعزيز جودة الخدمات التوعوية المقدمة للفرد، الأسرة والمجتمع». وعن التحديات تعلّق بقولها: « الإفتقار إلى وجود مبنى مستقل لكل جمعية أهلية، وعدم وجود دعم مالي سنوي ثابت من جهة الإختصاص، كذلك عدم توافر معايير الجودة سواء عند إختيار رئيس مجلس إدارة أو عند الرغبة للإنضمام في العضوية، وأيضا غياب مفهوم التطوع ومسؤولياته عند بعض الأعضاء، فلابد من الحرص على وجود ممثل قانوني لكل جمعية أهلية، السعي إلى مراجعة قانون الجمعيات الأهلية وتحديث قوانينها بما يتناسب مع وضع الجمعيات».

وتختم: « أشكر القيادة الحكيمة بقيادة حضرة جلالة السلطان، على تكريم المرأة بموجب المرسوم السلطاني وذلك بتخصيص 17 من أكتوبر من كل عام يوم المرأة العمانية، وأتمنى أن يكون هناك إهتمام متنامي من جهات الإختصاص، لدعم برامج الريادة للمرأة العمانية بهدف إبراز دورها التنموي في المجتمع، كما أتمنى أن يتم تعزيز ودعم دور الجمعيات الأهلية من قبل مجلس الشورى لكون الجمعيات الأهلية هي حلقة وصل بين المجتمع المدني والمؤسسات المتخصصة».

أضف تعليقاً