المجتمع

5 أمور لابد من مراعاتها في تربية الأبناء

DSC_0020

أهمية الولد

الولد له أهمية في حياتنا ولولا وجود الولد لما تواصل النسل ولا انقطع وانقرض، فالبشرية لا تستمر إلا بالتوالد فقد أقسم الله تعالى ذلك في كتابه بقوله (وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ).

البيت المعنوي

وبداية الأمر يجب علينا أن نأسس بيوتنا بأساس قوي كما لو أننا نقوم ببناء منزل حيث دائما ما نهتم كثيرا بأمور التصميم والخارطة وغيرها، كي نأسس بناء قوي يحمينا بعد الله تعالى من الرياح والأمطار والأعاصير.

فهنا أيضا يجب أن نأسس البيت المعنوي بأساس قوي حيث قال تعالى(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).

فنتسائل الآن عن زواج النبي(صلّ الله عليه وسلّم) بخديجة رضي الله عنها كيف كان؟وما الذي دعا خديجة ترسل لرسول الله ليكون زوجا لها؟ وما الذي دعا أهل النبي (صلّ الله عليه وسلّم) يتقدموا لخطبتها؟ وهنا السؤال الذي يجيب على جميع هذه الأسئلة وهو سؤال كيف كانت حياة النبي بداية البعثة مع خديجة؟ بماذا كان يلّقب؟

أما حالنا الآن عندما تسأل فلان كيف اخترت زوجتك يجيب بشيء من المديح، وبعض من الشباب يتزوجون البنت العاملة وذلك لغرض أنها ستساعده، فهنا التعاون جيد ولكنه ليس الأساس لأن لكل منهما ماله، للمرأة مالها وللرجل ماله، وهذه أموال و(القليل من أموال الناس يورث النار) كما قال النبي صلّ الله عليه وسلم.

وهنا قال تعالى (فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً) إذا هنا يعتمد على المرأة ذاتها، لكن إذا لم تطب نفسها فلا يجوز للرجل أن يأخذ من مالها.

معايير إختيار الزوجة والزوج

فلابد قبل الزواج أن يتم اختيار الزوجة لأربعة معايير كما ذكرها النبي وشدد على إحدى المعاييير حيث قال (فاظفر بذات الدين تربت يداك) أي كثر خيرها.

أما بالنسبة لمعيار اختيار الرجل، وللأسف نجد في مجتمعنا كثيرا ما يركزون على أمر وينسون الكثير من الأمور، فنجد بعض الآباء همهم المظاهر والأموال التي يمتلكها زوج ابنتهم وكل ما يهمهم أنه لا يدخن ولا يشرب الخمر، لكن؟ ماذا عن صلاته؟ صيامه؟ هل يوفي بالعهد؟ بارا بأبويه؟ محسن إلى جاره؟ هذه أيضا من الأمور التي لابد أن تكون في الحسبان قبل الموافقة عليه.

ففي عصر الصحابة ذهب رجل ليتسأل حيث قال أن لديه ابنة فمن يزوجها؟ رد عليه أحدهم فقال (زوجها المؤمن التقي إن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها) فهذا هو العقل والتدبير.

كل هذا كي يعيش المسلم في بيت هانئ تظله الرحمة والمودة، لذلك جعل الزواج منّة وفضل من الله تعالى ففضّل به على عباده.

حقوق الأزواج

كذلك لابد للزوجين أن يعرفا حقوقهما اتجاه بعضهم البعض،فيجب على الزوج أن يعرف حقه وواجباته اتجاه زوجته وكذلك الزوجة.

فعندما يأتي الولد بعد معاناة شديدة تتحملها الأم، في هذه المعاناة وجب على الزوج أن يعرف ما تمر به المرأة  ومعرفة المشاعر وكيفية التعامل مع ما تشعر به المرأة من أعراض الحمل وما ينتج عنه من تصرفات اللإرادية.

فبعض الرجال لا يفقهون ما تمر به المرأة، فنجد الآن نسب عالية جدا من الطلاق في بداية الزواج لماذا؟ لأن المرأة تعاني ما تعاني وبالتالي قد يكون هناك سوء تعامل وتفاهم بينها وبين زوجها، وبعض الرجال ليس لديهم تحمل فسرعان ما يجدون الطلاق الحل الأنسب لذلك، فلا يفترض لمؤمن أن يفرق مؤمنة إن كره خلقا رضي منها خلقا أخر، فالمرأة تمر بظروف نفسية وحالات لابد للزوج أن يعرفها، ولابد أن تشعر الزوجة زوجها بما تمر به من ظروف.

فهنا لابد من ضرورة التثقيف الديني لمعرفة حق الأزواج  فكما قال تعالى(عَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ) فيجب أن نعرف كل هذا لنحافظ على الكيان الأسري وقبل أن يكون لدينا أبناء يجب أن نعي ونتثقف جيدا.

وجود الولد

فوجود الولد نعمة لا يقدرها إلا من فقدها كما قال تعالى(يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾ فسبحان الله بعض الناس يملكون  الذكور والبعض الإناث، فالله تعالى يقسم الأرزاق بين الناس، فوجود الولد إبتلاء بالخير وعدم وجود الولد أيضا إبتلاء، كما قال صلى الله عليه وسلم(عجب لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خير له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك لأحد إلا لمؤمن)، ويقول الله تعالى ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ).

فكم هو جميل جدا عندما نقرأ في سورة مريم)  كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا *إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا( فهنا ثمرة وجود الأولاد نحن نقطفها ونحن من نستمتع بها ونحن من نحيا بها ونحيا لأجلها .

كما قال تعالى) إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ(.

 فكانت تظن أن الحمل ذكر ونذرت به ليخدم البيت المقدس لكن الله تعالى لم يخيب أملها فتقبل مريم، فالمرأة متقبلة كما يتقبل الرجل فهم مخلوقين لعبادة الله تعالى وإن اختلافا في الصفات الخلقية أو التكوينية.

قال تعالى(فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ).

وهنا نرى الاعتراف بنعمة الله تعالى وإسنادها إليه  فهي أعظم أنواع الشكر والتقدير لنعم الله تعالى، (قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ) ولم تقل مثلما قال قارون هذا من عندنا أو بعض الناس يقولون هذا من أفكارنا وقدراتنا، لا  يا أخي يجب علينا أن نسند كل نعمة إلى المنعم سبحانه وتعالى، ثم نسندها بعد ذلك إلى كل من له صلة من عباد الله عز وجل.

إذاً متى دعا زكريا ربه؟ عندما وجد عند مريم رزقا.

قال تعالى(هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء) فهنا يتضح لنا أن الدعاء هو مخ العبادة، ولنعرف أهمية وقيمة الولد ودوره في المجتمع.

فكما نعلم أن أسعد وأفضل يوم عند الوالدين عندما ينظران إلى ولدهما وقد تخرج من الجامعة أو الكلية وهو يستلم الشهادة التخرج، فهذا أسعد يوم يشعر به الوالدين .

وهنا أهمس في آذان الأولاد بأن لا يخيبوا ظن آبائهم وأمهاتهم وأن يكونوا عونا لهم وأن يكونوا رسلا لهم عندما يخرجون من البيت ويذهبون إلى العمل أو الدراسه إلى الخارج .

فنتدبر هذه الآية حين قال تعالى ( يا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا * وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا* وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا ).

اذا هنا النتيجة والفائدة وهذه الثمرة أن يكون بارا بوالديه، إذا هذه فائدة وجود الولد.

ما دورنا إتجاه الولد؟

البعض ينسى كثيرا من السنن وكثيرا من وسائل الرعاية ويهتم بعمل أعياد ميلاد، وكما يقول البعض (ابني قد أطفأ الشمعة الأولى) فهل نحن كمسلمين تنطفأ شمعاتنا؟

فدورنا ليس فقط بعمل أعياد ميلاد وإنما يجب أن نعرف حقوق الولد على أبيه، فبعدما يصل الولد على من تكون مسؤوليته؟ يجب أن تكون المسؤولية على الأب والأم، وأن تكون مشتركة ولا تقتصر على جانب واحد فقط، فيجب على الرجل أن يخصص وقت يجلس فيه مع أهله، فالمسؤولية مشتركة بين الأب والأم، والولد ضيف الجميع وبالتالي اكرام الضيف لا يقوم به شخص واحد، وهذا دور يتقاسمه الأباء والأمهات، هو يعرف مسؤوليته كزوج وهي تعرف مسؤوليتها كزوجة.

رعاية الولد تبدأ ب:

أولا:

 الرعاية الأولية من حيث عمل برنامج للأم الحامل حتى الولادة، ومن بعد الولادة يتم متابعة المولود كإعطاءه تطعيم وغيره .

ثانيا:

الرعاية الصحية فهي لا تلزم الأطباء فقط وإنما نحن مسؤولين أمام الله تعالى بأن نرعى أبنائنا وأولادنا رعاية صحية من خلال تواصلنا واستشارتنا وأيضا إلتزامنا بالمواعيد التي يفرضها علينا الطبيب،فنحن نشترك مع الأطباء في هذه الرعاية .

وكذلك الرعاية من حيث المأكل وهنا لابد من توفير أكل صحي وبه عناصر صحية مغذية ويكون أكلا طيبا وحلالا.

فإحدى النساء في زمن الصحابة كانت كلما يذهب زوجها للعمل تقول له (اتق الله فينا ولا تكسب إلا من الحلال فإننا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار) وهنا من الضروي أن نطعم أبنائنا وأهلنا الطعام الطيب (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا )، وقال تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ)

ثالثا:

الرعايه النفسية من حيث مراعاة نفسية الولد وما يمر به، فإبنك صفحة بيضاء ماذا ستكتب فيها؟

رابعا:

التعليم والتأهيل والمتابعة كما قال رسولنا(علموا أبنائكم الصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع) إذا هنا ثلاث عناصر في هذا الحديث وهي:

  • الصلاة فلها أثر في نفس الولد، ما الولد الذي نريده نحن؟ فالأب إذا حرص على تعليم ابنه الصلاه وتابعه فهو المستفيد في الدنيا والآخرة كما قال تعالى(يا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا * وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا* وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا) فإذا حافظ الولد على صلاته بر بوالديه، فعقوق الوالدين من أعظم الفساد، ومن الذي ينفتح له بابا من الفساد؟ بكل تأكيد هو التارك للصلاة كما قال تعالى(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ) فلذلك ركز النبي على ذلك وقال علموا أولادكم الصلاة، فنجد أطفال المسلمين يتميزون عن غيرهم من الأطفال لما لديهم من خلفية سابقة عن مبادئهم وعقيدتهم، فالمعلم لا يبدأ من الصفر في المدرسة وإنما يبني على ما أسس عليه الطفل في منزله، كما قال تعالى(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا) فيجب أن يتم تعليمهم القرآن أولا، فتعليم الصغار يطفئ غضب الرب، فما دورنا نحن؟ دورنا أن نعلم أبنائنا أولا القرآن ثم السيرة والعقيدة والفقة بقدر ما يحتمل الطفل بالتدرج.

ذهبت مرة من المرات إلى إحدى المدارس، حيث كنا نكرم الأطفال الحافظين للقرآن وإذا بأم تحمل ابنها المعاق وهو حافظ احدى عشر جزءا من القرآن، فهنا يرجع الدور للأم وكما يقول الشاعر(الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق)، وأيضا (وأخلاق الوليد تقاس حسنا بأخلاق النساء الوالدات).

  • الضرب ثم أمرنا بضرهم فهناك نوعان من الضرب، ضرب تأديبي وهذا الذي أمرت به الشريعة وضرب انتقامي وهو الذي حذرت منه الشريعة.
  • وختم ب(وفرقوا بينهم في المضاجع) فهذا أمر ضروري جدا أن يكون للأولاد مكان وأن يكون للبنات مكان خاص للنوم، وذلك بسبب حدوث الكثير من المحاذير، فكم سمعنا أن فتاة تحمل من أخيها فهذا وقع، فإن الشريعة لم تأمر بشيء إلا فيه مصلحة والشريعة الاسلامية تعالج الشي قبل وقوعه.

خامسا:

القدوة فالنبي (صلّ الله عليه وسلم) قد هيأه الله تعالى قبل أن يبلغه بالرسالة منذ طفولته حيث كان يلّقب بالصادق الأمين.

اذا لابد أن نبدأ بأنفسنا أولا فكما يقول الشاعر(لا تنه عن خلق وتأتى بمثله … عار عليك إذا فعلت عظيم)

فلابد للأم والأب أن يتحلوا بالأخلاق وأن لا يتنازعوا أمام أطفالهم حتى لا يقلدونهم وأن يكونوا قدوة حسنة لهم، ولابد أن يتم تربيتهم بما يسمى (التربية بالقدوة).

 

Categories: المجتمع, تربية

أضف تعليقاً